أكد عدد من خبراء الأمن والسلامة في المشاريـع المدنية، على أهمية التقيد بأمور الأمن والسلامة في المعدات والرافعات المتواجدة في المشاريـع، والتعليمات المرفقة معها من الجهة المصنعة لها. وشدد اللواء متقاعد عبدالله الجداوي، على أهمية التأكد بشكل دوري من اللحام في مثل هذه الرافعات العملاقة التي يجب أن يكون من يقوم بلحامها مختصون معتمدون لأنها تتطلب وجودهم الدائم في كل مراحل العمل، مبينا أن مشاريع المسجد الحرام على مر السنين من المشاريـع التي يتم فيها تطبيق أمور الأمن والسلامة بكل دقة، وأن الشركة المنفذة مشهود لها بالاهتمام فيما يتعلق بالأمن والسلامة واستخدامها لرافعات ذات كفاءة عالية، لافتا إلى أن قوة الرياح ومدتها قد تؤثران أحيانا في التسبب بخلل ما وبالتالي سقوط الرافعة. وأضاف: «يحتاج المحقق في ذلك إلى دراسة مسببات الحادث من طريقة تثبيت الرافعة والموقع، والفحص الدوري لها والمدة الزمنية لتشغيلها، وأيضا لحامها والمدة الزمنية له، ولا يمنع الاستعانة بخبراء من الجامعات لدراسة تفاصيل الرافعة من حيث العمر الزمنى والصيانة». من جهته، بين أستاذ الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالملك الجنيدي، أنه من خلال مشاركته السابقة في حوادث مشابهة لحادثة المسجد الحرام في جدة ومن خلال التقارير التي رفعها إلى الدفاع المدني في ذلك الوقت، خلص إلى أمور عامة، أهمها أنه لابد من تشغيل مثل هذه الرافعات عبر أصحاب الاختصاص والخبرة، وعن طريق سائق مختص لديه رخصة في إدارة وتشغيل وصيانة الرافعات وإيقاف المكائن، مع توفير الحماية اللازمة لمن حولها. وفي ذات السياق، يقول المشرف على إدارة المشاريـع بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالله الغامدي، إنه لا بد من وجود شهادة للرافعات أو تقرير فحص من طرف ثالث بأنها جاهزة للعمل، مع التأكد من كل أجزائها، وأنها مناسبة للاستخدام وليس هناك خطر على حياة مستخدميها أثناء التشغيل، مبينا أنه عالميا يسمح لهذه الرافعات بالتشغيل في سرعة رياح من 15 ـــ 20 مترا في الثانية ويحب إيقافها وتنزيلها على الفور للأرض في حال زادت الرياح على ذلك، والتواصل على الفور مع الدفاع المدني في حال تقلبات الجو ومرور الرياح بشكل قوي وسريـع لتفادي السقوط..