استخدم تنظيم «داعش» الصورة المؤثرة لجثة إيلان، الطفل الكردي الغريق على شاطئ تركي، لتحذير المهاجرين من محاولة الوصول إلى الغرب، معتبراً ذلك «إثماً عظيماً». في المقابل، تتواصل في أوروبا تحذيرات من تدفق المهاجرين، كان أحدثها اعتبار اليمين المتطرف الهولندي الهجرة بمثابة «غزو إسلامي». وتدفقت أعداد قياسية من المهاجرين الى هنغاريا عبر البلقان أمس، ما اضطر النمسا إلى تعليق خدمات القطارات عبر الحدود، فيما استحكم الانقسام في أوروبا حول كيفية التعامل مع الأزمة. (للمزيد) واعتبرت مجلة «دابق» الناطقة باسم «داعش»، أن المسلمين الفارين إلى أوروبا «يرتكبون معصية كبرى بتعريض أبنائهم لأجواء الإلحاد والفجور». ونشرت المجلة التي تصدر بالإنكليزية، صورة الطفل الكردي الغريق مع عنوان: «مخاطر مغادرة ديار الإسلام»، في إشارة إلى مناطق سيطرة التنظيم في سورية والعراق. وأوردت المجلة أن المسلمين يرتكبون «إثماً عظيماً» عبر نقل أولادهم إلى الغرب «حيث يكونون عرضةً للفحش والكحول والمخدرات». في المقابل، وصف النائب الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز خلال جلسة للبرلمان أمس، موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها «غزو إسلامي»، ما عكس انقسامات عميقة حول الأسلوب الذي يتعين أن تتعامل به هولندا مع الأزمة. وقال فيلدرز إن «حشود من الشبان الملتحين في العشرينات من العمر تهتف الله أكبر في أنحاء أوروبا. أنه غزو يهدد رخاءنا وأمننا وثقافتنا وهويتنا». ورأى أن سعي الأشخاص الذين أتوا عبر البحر المتوسط للوصول إلى شمال الاتحاد الأوروبي يشير إلى أن كثيرين منهم مهاجرون لأسباب اقتصادية وليسوا لاجئين. وأضاف أن «تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا دول آمنة. إذا فررت منها فإنك تفعل ذلك من أجل الحصول على مزايا ومنزل». واعتبرت ألمانيا التي تتعرض لانتقادات من جيرانها الشرقيين على خلفية استعدادها لاستقبال لاجئين، أن خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع 160 ألف مهاجر جديد على الدول الأعضاء بمثابة «نقطة في بحر». وأعلنت الشرطة في هنغاريا أن 3321 شخصاً دخلوا البلاد خلال 24 ساعة، إذ إنهم يستعجلون العبور قبل بدء تنفيذ قانون جديد يمنعهم من اجتياز الحدود الى النمسا. ووصل 5 آلاف مهاجر أمس، إلى الحدود بين صربيا وهنغاريا، وهو رقم قياسي كما أفاد التلفزيون الصربي. وقال يانوس لازار كبير موظفي مكتب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان إن وزارة الداخلية اقترحت إعلان «حال أزمة بسبب الأعداد الكبيرة للمهاجرين». وأعلنت الشرطة الهنغارية أن سيارة صدمت 3 مهاجرين كانوا يمشون في الظلام على طريق رئيسي قرب مخيم روزكي للاجئين، وأن أحدهم توفي في المستشفى أمس، فيما تعرض الآخران لإصابات بالغة. من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دولياً عبد السلام البدري أمس، أن ليبيا مستعدة للتعاون مع الأوروبيين لتدمير الزوارق التي يستخدمها مهربو المهاجرين شرط عدم إعادة الأشخاص الذين يتم اعتراضهم في البحر إلى أراضيها. أتى كلام البدري بعد لقائه في بروكسيل وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز، الذي أكد أن «الموضوع سيناقَش مع السلطات الليبية الراغبة في تسوية المشاكل في دول المهاجرين وأن تقوم أوروبا أيضاً باستقبالهم».