×
محافظة المنطقة الشرقية

وزراء صحة الخليج يقررون إعادة برنامج "سلامتك"

صورة الخبر

لم يُخرج الرئيس الأمريكي باراك اوباما اسرائيل من حساباته اثناء الاتفاق مع طهران حول برنامجها النووي، فتل أبيب هي مفتاح أي اتفاق تبرمه واشنطن في الشرق الاوسط، فلا خيار امام رئيس البيت الابيض يمكن ان يتخذه بعيدا عن هذه الجبرية والمصير.. إذن ما هي تلك الحسابات الإسرائيلية التي اخذها الرئيس الامريكي في الاعتبار : حسابات اسرائيل هي بأن لا يكون هناك اتفاق يجعل طهران تحتفظ ببرنامجها النووي أو تعمل على تطويره، فحالة ان لا اتفاق التي تريدها اسرائيل لم تحدث فقد تم الاتفاق المبدئي بين الدول 6 الكبرى وطهران الذي على ضوئه يتم مراقبة سلوك طهران لمدة 6 شهور للتأكد من التزامها ببنود الاتفاق وإن نجحت يتم الشروع في التفاوض على بنود الحل النهائي، فهل هذا يعني ان واشنطن احترمت وجود اسرائيل بهذا الاتفاق ؟ لا بالتأكيد، فقد وصف رئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو الاتفاق بالفشل التاريخي، وأنه اتفاق سيئ يرفع الضغوط عن ايران دون الحصول على مكاسب حقيقية، وانه ملتزم بمنع ايران من الحصول على قدرات نووية عسكرية، ووصف وزير خارجيته ليبرمان الاتفاق بانه نصر دبلوماسي كبير لطهران .. فعلى خلفية هذه المعطيات كيف تقرأ حسابات اسرائيل المؤثرة في قرار الاتفاق؟ فالدخول في الغموض اكثر يكشف عن شيء من روايات الغموض، ومنها ان الرئيس الامريكي هاتف رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد توقيع الاتفاق بجنيف لتنسيق مواقفهما في المرحلة التالية للاتفاق، وعلى إثر ذلك وجه نتانياهو مستشاره لشؤون الامن الوطني يوسي كوهين للسفر الى واشنطن لمقابلة اوباما وبعض مستشاريه ليكون التنسيق وفق آلية تشاور مباشر، وتكون تلك الزيارة من ضمن الروايات المصنوعة التي تبين حجم الضغط الاسرائيلي على الادارة الامريكية، وهذا ما تريده واشنطن من تل أبيب في هذا التوقيت صور ومشاهد ضغط بدون ضغط، من اجل تصوير الاتفاق بالصيد الثمين الذي يمكن ان تفقده بأي لحظة من لحظات الاكراه الداخلية.. أما تهديدات نتانياهو باللجوء للخيارات العسكرية فهي كما وصفها المحلل السياسي الاسرائيلي البارز ناحوم برنيع " بأنها ليست واقعية بعد الاتفاق لأنه لا يمكنه مواجهة الدول الست العظمى الموقعة على الاتفاق .." ومن هنا سوف يكون تركيز اسرائيل في هذا التوقيت ليس على معارضة الاتفاق بل على ضمان التزام طهران ببنود الاتفاق، مثل متابعتها هل ستسمح طهران للمفتشين بالوصول الى جميع المنشآت النووية، وهل تقوم طهران بتعطيل اجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تملكها؟ وهل تم التخلص من مخزون اليورانيوم بنسبة 20%، وهل يلتزم المجتمع الدولي بقراره بتخفيف جزئي ومحدود للعقوبات؟ نخلص في النهاية بأن حسابات اسرائيل التي تم اخذها في الاعتبار سوف تكون حاضرة بعد 6 شهور، فإن تجاوزت طهران بنود الاتفاق المبدئي بنجاح فسوف تكون حسابات اسرائيل امامها في الاتفاق النهائي، فتل ابيب في 6 شهور الاولى سوف تراقب الجميع لتطمئن على اجراءات التنفيذ، وبعد نصف عام ربما اسرائيل تفاوض طهران مباشرة على بنود الاتفاق النهائي، ونصف العام القادم سيحدد ايضا مستقبل الثورة في سورية، وهذه قضية مهمة للطرفين فمن الممكن أن يبدأ الاتفاق عليها بينهما من الآن ..