صباح السبت استيقظت من عميق نومي برسالة من صديقتي (خواتي باركوا لي زوجي بطل وشهيد الوطن بيوصل اليوم معرس)، فما كان مني غير أن أحمل هاتفي بتسارع دقات قلبي.. ألو يا زوجة بطل.. يا فخر يا زوجة شهيد وأم لأبناء الشهيد البطل، بهذه العبارة كان عزائي لصديقتي، قلت لها الشهيد لا بأس عليه ففرحة شهادته لا تقاس بأي فرحة في هذه الحياة ولكن الأهم الآن هي فرحتنا نحن بهذا الشهيد على أرض الأبطال. نعم إنهم شهداء وأبطال هذه الأرض المباركة.. إنهم جنود وأبطال الأمل البواسل. جنودنا في القوات المسلحة براً وبحراً وجواً، أينما كانوا خطوا ومازالوا يخطون عبر صفحات التاريخ أجمل تناغم وطني كوني غير اعتيادي، ليرسلوا للعالم عبر بطولاتهم رسالة مفادها (نموت لتحيا دولة الإمارات العربية المتحدة)، فأهلاً بشهداء الأمل، ومرحباً بجنود الإمارات البواسل. في لوحة كونية جميلة رسمها فنانون من الذوق الرفيع، والقدر السامي العظيم.. لوحة ستخلد في ذاكرة الزمن تعبر عن تلاحم وطن وأرض، فكل شجرة وحجر وبحر وسماء وطير حلق بحرية، شارك بالحب كل في مكانه وزمانه لتناغم هذه اللوحة التاريخية. لوحة ألوانها دم أبطالنا الشهداء، وأداة رسمها كان إنسان الإمارات بكل صفاته القائد والمواطن والزائر والمقيم. وطني اليوم وطن متناغم بالحب الكوني الكبير الذي عكسته لنا هذه الوقفة السامية الشامخة من إنسان الإمارات، صاحب الذوق والنسق الجمالي الأبي. وماذا علينا الآن؟ علينا أن نكون لكل أخ وأب وابن وأم وأخت وزوجة، مشاعر من الحب والفرحة، فالفرحة أقوى من الحزن، ولزام علينا أن نطلق فرحتنا فتصبح فرحةً كونيةً لتصل إلى العدو فيهزم بقوتها، بإذن الله تعالى. وكيف لا نفرح ونحن في وطن يتناغم مع الكون بحنان الأبوة من قادتنا، فهنيئاً لشهدائنا الأبطال شرف الشهادة، وتحية إجلال وتقدير لكل جنودنا في القوات المسلحة أينما كانوا، فأنتم رمز العز والفخر والريادة. وها نحن اليوم على وعد قادة تناغمت فرحتهم مع فرحة الكون بالشهداء، ومضوا قدماً لتحقيق الهدف السامي الذي كان من شأنه إعادة الأمل في يمن العروبة. وهذه دعوة لنكون منبع الحب والفرحة ليتناغم الكون بكل ما فيه معنا وبإذن الله النصر حليفنا. إماراتي اليوم عروس زينت بالحب وزف الشهداء لها، فكلنا فداء لك يا وطن وكلنا نموت لتحيا دولة الإمارات العربية المتحدة. دمت يا إمارات الأبطال لنا عزاً وفخراً ودام لأرضك القادة المغاوير.. وامضوا يا قادتنا فنحن على أمركم وخطاكم بإذن الله ماضون.