لم يتوقف الرئيس المكسيكي، إنريك بينيا نييتو، عن لعبة الدمينو التي كان يمارسها، إلا لفترة وجيزة فقط، عندما علم أن أعتى أباطرة تجارة المخدرات في العالم، خواكين إل تشابو غوزمان، فرّ من سجن شديد الحراسة للمرة الثانية. ثم عاد للعب مرة أخرى في الطائرة الرئاسية مع مستشاريه، أثناء توجهه إلى فرنسا في زيارة رسمية. ووصفت مجلة ريفورما المكسيكية تلك اللحظات بدقة قائلة: كان الرئيس يجلس بهدوء في قمرته بالطائرة الرئاسية رقم TP01، ممدداً ساقيه ومسترخياً، ويلعب الدومينو مع مستشاريه، ومتوجهاً للعاصمة الفرنسية، ثم جاءه سكرتيره الخاص، جورج كورونا مسرعاً حاملاً الهاتف النقال، فاعتدل الرئيس في جلسته، وأوقف اللعب وأمسك الهاتف، ودخل كابينة وأغلق الباب خلفه. كان على الطرف الآخر وزير داخليته، ميغول أنغل أوسوريو، متحدثاً من العاصمة البريطانية، لندن، وسأله الرئيس بعض الأسئلة قبل أن ينهي المكالمة. وكان مبتسماً عندما غادر كابينة الهاتف، لكنه عاد إلى مقعده متوتر الوجه، وأخبر مستشاريه، قائلاً إل تشابو استطاع الهروب، فأصاب الذهول الجميع. وسأله أحدهم، فرفع الرئيس صوته قائلا: إل تشابو هرب، يبدو من خلال نفق، ولايزال التحري مستمراً. ظل الجميع صامتين لفترة من الوقت، ثم سأل الرئيس عن الوقت المتبقي للوصول إلى كندا (التي يمر بها في طريقه إلى باريس)، فأخبروه بأن الوصول إلى هناك سيستغرق أقل من ساعتين، ثم قال الرئيس لمستشاريه: علينا أن نستأنف لعبنا، واستطاع رغم الحادثة أن يفوز في تلك الجولة. وقد شاب أعوامه الثلاثة في الحكم الكثير من الفضائح، ففي أواخر العام الماضي، ظهرت ادعاءات للسطح بأن زوجته، أنجليكا ريفيرا، وأحد كبار مستشاري العلاقات العامة استخدما أحد المقاولين لتأمين صفقات لتشييد منازل عام 2012. وخلال هذا الصيف، ظهرت تقارير بأن علاقاته طويلة الأمد مع أحد المقاولين، جعلت هذا المقاول يفوز بعقود حكومية مغرية. وفي أغسطس الماضي، برأ صديق لوزير ماليته أمام المحكمة الرئيس والوزير والسيدة الأولى، من ارتكاب أي مخالفات، وهي الخطوة التي أثارت غضب الجماهير، واعتقدوا أنها عبارة عن صفقة. وعلى الرغم من القائمة الطويلة من الإخفاقات الكثيرة، إلا أن إخفاقه وإدارته في احتواء الأزمة، التي خلفها هروب غوزمان هي الضربة الأكثر إيلاماً لحكمه. وكتبت مجلة ريفورما لا تعتبر مثل هذه الجريمة التي حدثت داخل السجن سوى أنها إخفاق كبير من جانب الحكومة، وكتب أحد كتاب الأعمدة قائلاً إن حكمته واجهت الأزمة برأس مدفون في السحاب، في إشارة إلى تجاهل الرئيس ومستشاريه، الحادث واستمرارهم في لعب الدومينو، خلال سفرهم في الجو.