من نافذة ضيقة تمت مشاركة الظفرة في بطولة القارات للصالات في البرازيل، حيث كانت الدعوة استثنائية ليحل محل بطل آسيا المعتذر (تأسيسات داريائي الإيراني)، ولكن من الباب الواسع للتاريخ والمجد كانت عودة الفريق المظفرة بتحقيق الميدالية البرونزية للبطولة العالمية، ومابين الذهاب إلى البرازيل والعودة، كانت هناك محطات مهمة تستوجب الوقوف عندها لتقديرها والاعتزاز بها مثل: أولاً.. الرؤية البعيدة للإدارة التي لم تخش الظهور في أعلى قمم التنافس الدولي، واعتبرت المشاركة فرصة ذهبية للاحتكاك وتمثيل الإمارات في هذا المحفل المهم، وهنا يبرز دور راشد المنصوري رئيس المجلس الظفراوي الذي تبنى الموضوع منذ اللحظة الأولى، والذي كان جديراً بأن يكون في مقدمة وفد استقبال الأبطال عند عودتهم في زفة المطار. ثانياً.. التنسيق الرائع الذي تم مابين النادي ومجلس الشارقة الرياضي الذي يحتض كرة الصالات منذ مولدها قبل 6 سنوات في الإمارات من خلال لجنته التنفيذية التي على رأسها أحمد الفردان أمين عام المجلس، حيث زكى المشاركة ووافق على إعارة البرازيلي روبيو مدرب المنتخب ليتولى المهمة خلال البطولة، وهذه قيمة مضافة إلى النجاح الكبير الذي تحقق لهذه اللعبة التي اختصرت سنوات تطورها وانتشارها بفضل جهود اللجنة والمجلس الرياضي. ثالثاً.. الاختيار الموفق جداً لتوليفة الأجانب الذين شاركوا مع الفريق في البطولة، والذين علمت أن رواتبهم كانت معقولة جداً، ويؤخذ في الاعتبار أن البطولة ضمت نخبة لاعبي العالم. رابعاً.. النتائج التي تحققت هناك، والتي شهدت الفوز على مصر المقاصة الذي يضم نجوم المنتخب (مرتين)، وتورنتو الكندي بطل أمريكا، وخسارتين أمام اتلانتيكو البرازيلي البطل، وقيراط الكازاخستاني حامل اللقب. خامساً.. الخبرات المكتسبة،والمكاسب الدعائية، وجسور العلاقات، التي كان من نتيجتها الترشح لاستضافة النسخة المقبلة للبطولة. أخيراً.. كان من دواعي سرورنا أن يحظى الخليج الرياضي بثقة الظفرة في تغطية المشاركة العالمية من خلال الزميل عصام هجو، وقد كان من الوارد، كما حدث ويحدث، أن تتم المشاركة بلا موفد إعلامي، لامن شاف ولامن دري، تحسباً للفضائح، ولكن الظفرة قدم الدرس وضرب المثل لسواه. من دون مزايدة، كلنا نتمنى أن يتم تحرير القدس وأن يلعب المنتخب الفلسطيني مبارياته على أرضها اليوم قبل باكر، ولكن حتى يتم ذلك لا يجب أن نضحك على أنفسنا ونقول إن رام الله هي القدس أو أنها ضاحية من ضواحيها، فهذه المسألة ليست فيها مجاملة من أي نوع، بل قد يكون ضررها أكبر من نفعها، وبغض النظر عن ذلك التحفظ الذي يقتضي بعد نظر، كان الفيفا عادلاً ونزيهاً وجديراً بالاحترام وهو يؤكد حق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في اللعب على أرضه ووسط جمهوره في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال 2018 وآسيا 2019، وهو حق أصيل وأكيد، ويستوجب الدعم والتأييد من كل الاتحادات العربية، ودعونا نتفق على أن هذا الحق كان سيفقد دعائمه كلها لو لم تبادر الإمارات إلى اللعب هناك قبل الجميع، ودعونا بالتالي نحيي الموقف الإماراتي العروبي والوطني الذي لم ينظر إلى الموضوع من الإطار الضيق للمنافسة وحظوظ الفوز التي كانت بالتأكيد ستزيد، لو لعب الأبيض في الأردن أو سواها. Email: deaudin@gmail.com