قصفت طائرات التحالف أهدافاً في أنحاء العاصمة اليمنية صنعاء أمس الخميس فيما وصفه شهود بأنه أعنف هجوم على المدينة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، وأصابت الغارات منازل قياديين سياسيين في جماعة الحوثي وقواعد عسكرية وعدد من مخازن الأسلحة. وكثف طيران التحالف أمس من غاراته على المواقع العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وشن الطيران سلسلة غارات مكثفة استهدفت معسكر الصيانة، وقال شهود عيان ل"الرياض" إن أعمدة الدخان شوهدت ترتفع من معسكر الصيانة في حي صوفان شمالي العاصمة صنعاء ومعسكر الفرقة الأولى مدرع، عقب غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي وقصف التحالف معسكر الصيانة لليوم الثاني على التوالي. كما قصف الطيران معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقا واستهدف فيها مخازن الأسلحة التي ظلت تنفجر لعدة ساعات، وقصف الطيران أيضا معسكر الحفا ومعسكر الخرافي بأكثر من 20 غارة، وفي مأرب شارك طيران الاباتشي التابع للتحالف في مواقع مختلفة للحوثيين في جبهات القتال. كما استهدف الطيران المعهد الفني التابع لوزارة الدفاع بالقرب من معسكر الصيانة شمالي صنعاء وكذا الدائرة الهندسية التابعة لوزارة الدفاع، ومواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء ومحيط العاصمة. وقصف طيران التحالف أمس الخميس رتلاً عسكرياً تابعاً لمليشيات الحوثي وصالح في الطريق بين البيضاء ومأرب وأسفر عن تدمير دبابتين وعربات عسكرية أخرى، وأفادت مصادر في البيضاء بمقتل القيادي الحوثي أبو زكريا العمراني و6 من مرافقيه، في غارة لطيران التحالف على مبنى الأمن السياسي في محافظة البيضاء يوم الأربعاء. وكانت المقاتلات قد شنت عمليات قصف مكثفة على عدد من مواقع ومنازل لقيادات حوثية في العاصمة صنعاء مساء الأربعاء وصباح أمس الخميس، وتركزت على مواقع عسكرية مثل موقع الحفا والسواد، كما قصف الطيران منزل نعمان دويد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي والمقرب من صالح ومحافظ صنعاء السابق. وتشهد العاصمة صنعاء منذ أيام، قصفاً مكثفاً لمقاتلات التحالف فيما يبدو تمهيد لعمليات عسكرية تنوي فيها دول التحالف شن معركة كبرى لتحرير العاصمة صنعاء من المسلحين الحوثيين. وقصف الطيران مواقع وتجمعات للميليشيات أيضا في منطقة ثعبات شرقي تعز ومنطقة الحصب غربي المدينة، ويأتي هذا فيما شهدت المدينة اعنف الاشتباكات والمواجهات التي امتدت من منتصف الليل وحتى فجر أمس الخميس سقط فيها عشرات القتلى والجرحى. واندلعت الاشتباكات على اثر محاولات للمليشيات التقدم باتجاه الزنقل نحو وادي القاضي، وتبادل رجال المقاومة مع الميليشيات القصف المدفعي وباستخدام الدبابات فيما قصفت ميليشيات الحوثي وصالح الأحياء السكنية وبشكل عشوائي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وهو أسلوب تتبعه المليشيات بشكل يومي. وكانت المقاومة أعلنت مساء الأربعاء مقتل 42 وإصابة 21 أخرين من ميليشيات الحوثي وصالح في قصف لطيران التحالف في المخا وفي مواجهات في مدينة تعز يوم الأربعاء، وأدت الاشتباكات إلى مقتل 2 وإصابة 27 أخرين من رجال المقاومة، والتي تركزت في الزنقل والأربعين والحصب. "عملية برية للقضاء على النفوذ الإيراني" من ناحيه أخرى، اكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لصحيفة الفيغارو الفرنسية أمس انه يؤيد عملية برية في اليمن "للقضاء على النفوذ الايراني" في هذا البلد. وقال الوزير البحريني للصحيفة "علينا ان نكون حاضرين على الارض لتطبيق قرار الامم المتحدة رقم 2216 واعادة السلطة الشرعية". واضاف "يجب علينا ان نكون متأكدين من القضاء بالكامل على النفوذ الايراني ونفوذ حلفائهم الحوثيين". وقال الشيخ خالد "لا يمكننا الاستمرار في التعرض لهجمات صاروخية"، مؤكدا ان "عمليات القصف الجوي التي نقوم بها تؤدي الى اضرار بشرية جانبية". وردا على سؤال عن امل الدول الغربية في استقرار إقليمي أكبر بعد توقيع الاتفاق النووي مع ايران، بدا وزير الخارجية البحريني مشككا في ذلك. وقال ان هذا الاتفاق "لن يؤمن الاستقرار لانه لا يتناول سوى الملف النووي"، واضاف "منذ توقيعه لم يتغير الدعم الايراني للارهاب، واكتشفنا مؤخرا ان المتفجرات التي قتلت احد عناصر الشرطة جاءت من ايران"، مشيرا الى انه يجري تقاسم "هذه المعلومات مع حلفائنا الاميركيين والفرنسيين". واكد ان تنظيم القاعدة الذي يتمتع بوجود كبير في اليمن يبقى هدفا للتحالف، وان كانت مكافحة هذا التنظيم المتطرف ليست اولوية في الوقت الراهن.