• أمي كيف حالك ؟ كيف حال قريتي ؟كيف حال جيراني ، إخوتي، أخواتي ،كيف حال رمضان والتراويح وأبي الذي كان يحملنا معه لنعود بعد صلاة التراويح ،وكلنا يتحسس بطنه وكلنا في شوق للعشاء والرغيف (الخمير ) الذي كان يأتي من يمينك الطاهرة ،مات أبي يا أمي تاركاً لي ذكريات أكبر من أن تموت رحمه الله ، ذلك الرجل الذي كان عندي بوزن كل الرجال كان حزمه رجولة وانسانيته بطولة وشهامته خيولاً مسرجة وشجاعته لاتهزمها سوى الدمعة للضعيف ، كان عسكرياً يحمل في صدره وطناً ،وفارساً لا يهاب في الله لومة لائم ،وكان أبياً انفه السماء وقامته الريح وهامته الكرامة ،مات أبي يا أمي تاركا لي وجع الشوق وألم الفراق وحنين الذكريات وأنين الألم الذي يحضر اللحظة فيبكيني ويقصفني ليلقي بي مكوماً بين ذاتي وحياتي شيئا روحه تمنحه سلطة الاسم وجسده يحمل منه الكثير قاسما مشتركا بيني وبينه، ياله من رجل كان يقول لي اكتب فأكتب من خلال ما يقول رسائل هي في حد ذاتها اليوم اسئلة كبيرة في مقدمتها ، كيف كان يجيد التعبير وهو لايحمل شهادة ابداً ، كيف؟ من يجيبني على سؤال كهذا في زمني هذا، زمن التناقضات!!! ...،،، • قارئي العزيز وقارئتي العزيزة ليست القضية هامة لأكتب لكم اليوم شيئاً يخصني لكنها حالة هبطت فوق صدر الورقة وبالغصب عني وجدت أنني اكتب شيئا آخر غير الذي كنت أنوي الكتابة فيه تحت تأثير جنوني أو نوبة حزني التي طوقتني بكل ما تعنيه الكلمة فالعذر إن كنت أخذتكم بعيداً عن همومكم باتجاه مداراتي وتحدثت إليكم بلغة مبتلة بعطر الماضي والفقد والحرمان الذي لا يقبل التزوير أبدا وأذكر والدي الذي علمني ان أكون صادقاً مع نفسي قبل الناس يوم كان يكتب لي رسائل مطولة وكانت تصلني من هناك من جزر فرسان مبتلة بالدموع والملح وكانت تقرأني قبل ان اقرأها كانت بداياتها نصيحة لتكون اليوم البكاء ، آه يا أمي واليوم اختلف عن الأمس حتى الدموع لم تعد مالحة بل أصبحت جافة وحتى الحزن لم يعد كما كان ياله من ماض كان عطره الليل والستر والإنسانية وياله من ماض كان رغم أنف التعب اجمل من كل شيء حتى من الكتابة التي أصبحت حكاية تقتلني يومياً وبالرغم من ذلك امتهنتها ليس الا من أجل ان أكون في مكان ابي الجندي الذي مات وهو يحب الوطن وعاش وهو يحرسه بقلبه وعينه وروحه ..رحم الله أبي وحفظك الرحمن يا أجمل أم وأرحم أم وأعظم أم في الكون ...،،، • (خاتمة الهمزة) .....رمضان في قربك يا أمي (غير) وفرسان في حضنك أمي الثانية رحم الله أبي وحفظك الله ومتعني ببرّك وطاعتك ...وهي خاتمتي ودمتم تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain