×
محافظة المنطقة الشرقية

300 مشارك في مرسم سنابس الحر احتفالاً بـ «القرقيعان»

صورة الخبر

حزب الله دخل الدوامة اللبنانية بأن كان ذراع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكنه لم يكتف بميزة انتصاره في إبعاد قوة إسرائيل من الجنوب اللبناني، حين أصبح دولة تتصرف بمعزل عن الدولة الرسمية كفرع حاكم باسم آيات إيران عندما احتل بيروت وألغى دور الحكومة ومؤسساتها، وقد تطورت أعمال إرهابه لتصل قبرص وبلغاريا ما أثار جدلاً حول وضعه على لائحة الإرهاب من قبل الأوروبيين الذين اتخذوا قرارهم أمس بإدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة المنظمات الإرهابية.. قطعاً الحذر الذي صاحب الممتنعين والمتفقين على هذا الإجراء بأن الحزب جزء من النسيج اللبناني، وعملية شموله بالإرهاب تعني مقاطعة هذا المكوّن المتداخل مع الدولة في برلمانها ووزاراتها وأجهزتها المختلفة ما يعني تضررها من أي إجراء عليه، وهذا مبرر غير موضوعي؛ حيث إن الجانب العسكري للحزب مرتبط بالجانب السياسي، وإلا هل ما قام به من عمليات إرهابية بإذن من الدولة اللبنانية، أو بغطاء منها، بل تصرف بإرادته وتعليمات إيران؟ وقد يكون لبنان الرسمي أكثر من واجه الإحراجات والأضرار من تصرفات الحزب، وعدم التزامه قوانين الدولة وروابطها مع العالم حتى إن تدخله العسكري في سورية وضع كل لبنان في حالة أزمة عندما تفجرت صدامات بين فصائل إسلامية مع العلويين، ومشاركة مباشرة من حزب الله، ودون أي قدر من حفظ الدولة لقوتها بأن تتصرف وفق شرعيتها وقانونها بدلاً من التواري خلف السلبية التي أظهرت ضعفها وجيشها وكل مؤسساتها.. التردد الأوروبي ليس مبعثه صورة حزب الله الحقيقية كذراع لإيران بتنفيذ أعمال إرهابية، وإنما لمحاولة خلق نوع من التوازن مع الدولة اللبنانية، ومراعاة لتلك المصالح، لكن ذلك لا يفي بضمان أن لا يكون سائراً على نفس السياسة.. قد يتضرر الحزب من منع قادته أو بعضهم، وربما تراقب مصادر دخله وعبورها أو نموها في أوروبا، لكن ذلك يبقى صعباً لأنه جزء من اقتفاء إيران وسورية ومنظمات أخرى تستطيع التستر تحت غطاء بنوك ومؤسسات تأخذ أسماء أشخاص أو دوائر ليست على قائمة الحظر، وبالتالي تبقى العملية كلها دبلوماسية ذات بعد معنوي لا تؤدي إلى منع حزب الله من اتخاذ أعماله بدون مخاوف أو حصار عليه.. المهمة صعبة ومعقدة، فدول أوروبا لم تعد تملك القوة الضاغطة وفقاً لميزان تأثيرها الاقتصادي والسياسي، وبالتالي فتسامحها مع حزب الله جاء مراعاة لرد الفعل الإيراني لأن تشابك العلاقة بينهما يفرض أن لا تكون المعاملة بالقسوة التي تضر بحليف إيران بحيث تنعكس سلباً على دول القارة، ولبنان نفسه متضرر من الحظر على حزب الله أو بدونه، لأن المشكلة أنه يملك القوتين العسكرية والسياسية، ويتصرف وفق منظور أفكاره وبدون حدود توقفه من قبل الحكومة.. إسرائيل بدورها تؤيد الموقف الأوروبي لكنها لا ترى فيه قائمة عقوبات صارمة ولكنها تقبل بجانبه السياسي، وما يعنيها أن دخول الحزب الحرب مع نظام الأسد يشكل له مأزقاً في الداخل السوري، وتشويهاً لصورته عربياً وإسلامياً، وهي منفعة معنوية لإسرائيل، لكن ما تراه أكثر إيجابية أنه سوف يدخل مراحل استنزاف قوته بما يشكل عبئاً على إيران الداعمة، وحتى روسيا المتواطئة.. وفي العموم حزب الله سيبقى مشكلاً للبنان، وأزمة عربية وعالمية..