حرب أنقرة مع حزب العمال الكردستاني، والدور الروسي في الأزمة السورية، وضرورة الاتفاق على تحرك دولي لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين من أبرز الموضوعات التي تناولتها صحف بريطانية في تغطيتها لشؤون الشرق الأوسط. ونبدأ من صحيفة فاينانشال تايمز التي حذرت في مقال افتتاحي من أن تركيا تمر بتغيرات سياسية واجتماعية يجب أن تدق جرس الإنذار لدى مواطنيها وأصدقائها في الغرب على السواء. وقالت الصحيفة إن الاندلاع المفاجئ للمواجهات بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني مبعث قلق جديد قد يزعزع استقرار تركيا إذا لم يقدم كلا الطرفين، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، على التراجع عن حافة الهاوية. وأضافت أن حزب العمال الكردستاني يمثل مجموعة قاتلة مصنفة كتنظيم إرهابي في واشنطن وبروكسل. لكن تجدد الاقتتال مع أنقرة مرتبط بدرجة أكبر بإجراءات من جانب الحكومة التركية، بحسب المقال الافتتاحي. وتقول الصحيفة إن المسلحين الأكراد شعروا بالغضب بسبب تواني أردوغان في مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داخل سوريا. وأشارت إلى أن ثمة شكوك في أن الرئيس التركي يخوض الحرب مع حزب العمال الكردستاني لأغراض سياسية داخلية. فرق تسد ونشرت صحيفة التايمز تحليلا تحت عنوان كيف يخطط الكرملين لسياسة فرق تسد في سوريا؟ نزح ملايين السوريين من منازلهم جراء الحرب المستمرة منذ عام 2011. وأشار كاتب التحليل، روجر بويز، في مستهل المقال إلى الأنباء التي تتحدث عن وجود جنود روس في سوريا، وحصول دمشق على معدات جديدة من موسكو. وقال إن تسلل روسيا في سوريا بدأ يحاكي المراحل الأولى من عملية ضم منطقة القرم الأوكرانية للاتحاد الروسي العام الماضي. ويرى بويز أن لعبة روسيا في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة تعتمد على مرحلتين. وتتضمن المرحلة الأولى - وفقا لما جاء في المقال - تخفيف وتيرة الخلاف وتبني نهج تصالحي فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا بغية إقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على موسكو. وتأمل روسيا الانتقال إلى المرحلة الثانية من خلال إيجاد تعاون بين الشرق والغرب في سوريا، بحسب المقال. وتوقع بويز أن يروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لموقفه من خلال الربط بين مشكلة اللاجئين وحالة الفوضى في سوريا. ويعتقد الكاتب أن بوتين سيروج لفكرة أن هزيمة الجهاديين في سوريا تتطلب جيشا لديه معدات جيدة وتدعمه قوة جوية، داعما لفكرة أن جيش الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه تحقيق ذلك. ونبه بويز إلى أن هذا الرأي سيقنع البعض في أوروبا. وقال: لكن آخرين سيحذرون، وهم على حق، من أن بوتين يسعى بحيلة جديدة لإنقاذ عميله الديكتاتور الوحيد الموجود في منطقة الشرق الأوسط. واختتم التحليل بالتأكد على أن المتمعن فيما قام به بوتين منذ دخوله الكرملين عام 2000 يرى أن عروضه للسلام لم تتجاوز كونها تكتيات لبث الفرقة والشقاق. مشكلة العالم بأسره ونتحول إلى مقال رأي في الغارديان تحت عنوان الهجرة الجماعية في سوريا ليست مشكلة أوروبية، بل مشكلة العالم بأسره. وتطالب كاتبة المقال، ناتالي نوغايريد، الأمم المتحدة بلعب دور أكبر والانضمام للاتحاد الأوروبي في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين. وترى نوغايريد أن ثمة حاجة لعملية إنقاذ دولية كبرى للمساعدة على إعادة توطين مئات الآلاف من السوريين في دول متقدمة. وأشارت إلى أن انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الحالي تأتي في الوقت والمكان المناسبين لبدء هذا الجهد. وقالت إن التاريخ به سابقة توضح ما يتعين القيام به، ففي عام 1979 عُقد مؤتمر دولي في جنيف لبحث أزمة اللاجئين الفيتناميين في منطقة بحر الصين الجنوبي. وحينها تعهدت أكثر من 60 دولة شاركت في المؤتمر بأخذ حصص من اللاجئين أو المساهمة ماليا في تخفيف أزمتهم، وهو ما أسفر عن أكبر برنامج أممي لإعادة توطين، بحسب المقال.