يراقب العالم اليوم النتائج التي يمكن أن تقرأ من اجتماع وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي المزمع عقده اليوم في العاصمة القطرية الدوحة؛ بالرغم من التأكيدات على أن الوزراء لن يناقشوا تفاصيل الأسعار التي وصلت إليها السوق في ظل مواقف متقاربة ومتسقة إزاء التعامل مع ذلك دون تدخل من خلال نمط اقتصادي يقوم على تعزيز قوة السوق بزيادة الطلب. وحول كيفية الرؤية التي يمكن لتجار النفط أن يتعاملوا بها خاصة أن الاجتماع قد يكون له انعكاس على اجتماع منظمة «أوبك» المزمع عقده في شهر ديسمبر المقبل، أوضح الخبير النفطي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سيد خولي أن أسعار النفط تهاوت في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك دعا بالبعض إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ لمنظمة «أوبك» من أجل إيجاد حل لتراجع أسعار النفط. وأضاف: من المعروف والملفت أن أسعار النفط انخفضت ما جعل العديد من الخبراء والمتابعين يشرحون أسباب وأبعاد الانخفاض سواء في الجانب السياسي أو الجوانب الاقتصادية في ظل ابتعاد المسؤولين عن صناعة النفط في الدول المنتجة خاصة المملكة عن التعليق أو التصريح عن اتجاهات الأسعار لعدة أشهر. وأضاف: كان العديد من المهتمين بتطورات السوق يؤكدون على ضرورة الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء نفط «أوبك»، إلا أن غالبية الوزراء رفضوا عقد أي اجتماع طارئ والاكتفاء بالاجتماع المجدول في ديسمبر المقبل. ومضى يقول: هذه السياسة الحذرة أعلنت من قبل بعض الدول خاصة المملكة التي تعتقد بأنه لاجدوى حاليا من الاجتماعات الطارئة، وذلك لعدة أسباب أحدها أنها امتلكت هذه الرؤية من خلال واقع خبرتها في العقود الماضية، والآخر يتمثل في طبيعة أسباب الانخفاض الحالية، والثالث أن حصة «أوبك» أصبحت في حدود 30 في المئة، ولم تعد تمتلك الحصة الأكبر من الصادرات النفطية، وبالتالي يمكن أن نقول إن دورها المؤثر تقلص نوعا ما قياسا بما كان في السابق. وتطرق في حديثه إلى أنه عندما يعقد وزراء النفط في دول الخليج اجتماعهم الدوري والمجدول مسبقا؛ سيكون مثل هذا النوع من الاجتماعات مثار اهتمام للمتابعين ووسائل الإعلام المتعطشين لسماع آراء رسمية حول هبوط الأسعار واتجاهاتها، مضيفا: الكثير يدرك بأن الاجتماع سيكون مجرد فرصة لاستعراض الآراء وتوحيد الاتجاهات لما سيحدث في اجتماع «أوبك» المقبل خاصة أنه يأتي في ظل ظروف وأحداث سياسية متسارعة ومتقلبة ومؤثرة بدرجة كبيرة يشوبها عناصر من عدم التأكد ومخاطر عدم الاتفاق المنطقي، مما تسبب في زيادة التكهنات بشأن مستوى النمو الاقتصادي في الدول المستهلكة للنفط ومستويات الإنتاج في الدول المصدرة للنفط. وتابع قائلا: إذا تمكن الوزراء المجتمعون من تجنب الخوض في الانخفاض الحالي للأسعار والاستمرار في رفض خفض مستوى الإنتاج لدعم الأسعار، فإنهم قد لا يتجنبون تداول أمور مهمة أخرى خاصة في موضوع التغير المناخي في ظل اجتماع دول العالم في باريس في ظل انتظار المجتمع الدولي لأن يتوصل المجتمعون إلى اتفاق جديد طموح وملزم عالميا؛ وفي حقيقة الأمر فإن أي اتفاق سيستهدف حصة النفط في منظومة الطاقة. تنسيق المواقف الخولي الذي يشغل منصب نائب المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للأقليم العربي وأوروبا أفاد بأن الاجتماع قد يكون فرصة لتنسيق المواقف من أجل إقناع الدول الصناعية الكبرى المتسبب الرئيس في مشاكل التغير المناخي لتوخي العدالة عند البت في أمور تخص كافة دول العالم ومن بينها الدول النامية، وقد يجدها المجتمعون أيضا فرصة لفتح المجال للتعاون في مجالات الطاقة البديلة. وتوقع أن يناقش الاجتماع استهلاك البنزين في دول المجلس، وأسعاره المتفاوتة، والتفكير في إيجاد صيغ أفضل لتتلاءم مع التغيرات الحالية. في المقابل نقلت «رويترز» تصريحا لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد العبدالله الصباح أمس يتضمن استعداد المملكة والكويت للتفاوض كفريق واحد مع إيران بشأن ترسيم الحدود المشتركة بين الدول الثلاث. ونشب خلاف بين الكويت وإيران الشهر الماضي بسبب حقل الدرة النفطي، استدعت على إثره وزارة الخارجية الكويتية القائم بأعمال السفارة الإيرانية لتسلمه مذكرة احتجاج بسبب تقارير أشارت إلى قيام شركة النفط الوطنية الإيرانية بإصدار نشرة بشأن الفرص الاستثمارية النفطية في إيران متضمنة فرصا للاستثمار في أجزاء من امتداد حقل الدرة. وعلى صعيد أسعار النفط، فقد ارتفعت أسعار النفط أمس بعد أن تلقت أسواق الأسهم الآسيوية دفعة من الأداء القوي في أمريكا وأوروبا على الرغم من أن أسواق الوقود ظلت تعاني من تخمة المعروض، وجرى تداول خام برنت القياسي عند مستويات تزيد على 49 دولارا للبرميل في حين تداول الخام الأمريكي في مستويات فوق 46 دولارا للبرميل.