×
محافظة المنطقة الشرقية

مقدم برامج في جدة يسخر من “الكعبة المشرفة” بوصف رائحتها بالقديمة | فيديو

صورة الخبر

المواقـــف البطولية تظهر معــادن الرجال، ونجوم النصر في يوم (الديربي) كانوا رجالا وأبطالا، فقد ظهروا في أفضل حالاتهم وأحسن صورهم وأعادوا الزمن الجميل للأصفر البراق، بعد أن حضرت الروح التي عرف بها فارس نجد مع رمزه الراحل، فشايع شراحيلي وإبراهيم غالب وخالد الغامدي وعبد الله العنـــزي ومحمد السهلاوي وحسن الراهب ويحيى الشهري وعبد الرحيم جيزاوي وخالد الزيلعي وعوض خميس وعمـر هوساوي ومعهم نجــوم الخبرة محمد نور وحسين عبد الغني والعملاق محمد حسين، كانوا في الموعد وأكدوا أن النصر بمن حضر، فلم (يلتفتوا) للموقف السلبي من الثلاثي البرازيلي باســتوس وإلتـــون وإيفرتون الذين رفضوا خوض اللقاء العاصف في الساعات الأخيرة. ـ رجال كحيلان نجوم النصر ممن شاركوا في مباراة الغريم التقليدي الهلال يستحقون العلامة الكاملة نظير ما قدموه من مستوى مبهر وعطاء سخي، فالحارس عبد الله العنزي كان في قمة توهجه وتألقه وأنقذ مرماه من كل الكرات الخطرة والصعبة ومنها تسديدة نواف العابد الهائلة قبل نهاية الشوط الأول ثم فرصة ياسر القحطاني في الثواني الأخيرة والتي مع تصديه لها أعلن الحكم الإيطالي (الممتاز) نهاية صراع العملاقين الكبيرين. ـ خط الدفاع كانوا في يومهم فالقائد حسين عبد الغني لعب دور صانع اللعب (الخفي) بقدرته الفائقة على إرسال الكرات الطويلة داخل العمق الهلالي ومنها جاء الهدف الأول لفريقه وكان عبد الغني هادئا ومتفرغا للمتعة فقدم أفضل مستوياته، في الجانب الأيمن كان خالــد الغامـدي بطلا و(ظهيرا طائرا) فشارك بفاعلية في الهجوم ودافع ببسالة وشكلت (غاراته) قلقا دائما على الهلال، المدافع الكبير صاحب الخبرة العريضة محمد حسين كان وجوده مركز اطمئنان وثقل لزملائه داخل الملعب ولجمهور العالمي في المدرج وخلف شاشة التلفزة، وواصل عمر هوساوي تقديم مستوياته المبهرة فكان سدا منيعا تكسرت على أقدامه معظم الهجمات. ـ وسط الفريق الذي كان فيه إبراهيم غالب وشايع شراحيلي نجوما من كوكب آخر فقد هاجموا ودافعوا وصنعوا الفارق الفني بين النصر والهلال، فغالب كان يتعامل بالكرة مثل قائد (الأوركسترا) يمرر بدقة ويراوغ بمهارة، إنه باختصار لاعب (حريف) عندما تكون الكرة بين أقدامه تشعر بجمال كرة القدم، شايع شراحيلي حكاية أخرى فقد كان رجلا عن ألف رجل كان متواجدا في الهجوم وفي الدفاع والوســط يســــتخلص الكرات بطرق شـرعية ونظيفة ويمرر ويهاجم، لقد فعل شايع كل شيء في الديربي، وكان لتواجد محمد نور في منتصف الملعب دور كبير في بث روح التحدي والرغبة في الانتصــار فزرع النجم التاريخي ثقافة البطولات في الجسد النصراوي، عوض خميس نفذ كل ما يطلب منه من أداور فنية فدعم عبد الغني دفاعيا وضيق المسافات على سالم الدوسري، ثنائي الهجوم السهلاوي صاحب هدفي الفوز والراهب ظهرا بمستوى فني بديع وشاركا في الكرات المرسلة من خطي الوسط والدفاع واستغلا ارتباك الدفاع الأزرق فهز السـهلاوي شباك السديري بهدفين أعادا الصدارة للعالمي. ـ دكـة البدلاء النصراوية كانت غنيـــة وثقيلــــة وكانـت تملك كلمــــــة (السـر) وعندما استخدم المدرب كارينيو أوراقه الرابحة وأشــرك يحيى الشهري وعبــد الرحيـــم جيزاوي فـي الوقـــــت المناســــب تواصلـــــت الأفضليـــــة الهجوميــة للنصر، وكاد الشهري أن يضيف الهدف الثاني لكنــه أضــاع فرصة العمر، وضياعها لا يلغي المستوى الجميــل الذي كان عليــه في الدقائـق التي شــارك فيها فواصــل مــع زميلـه المبــدع الجيــــــزاوي مهـــاجمـــة المرمـــــى الهلالـــــي وصـــــوب الجيــــزاوي تسديدة لا تصد ولا ترد وقفت لها العارضة بالمرصاد، لكن الرغبة والطموح بالفوز وانتزاع الصدارة واستعادة المركز الأول كانت واضحة عند نجوم العالمي، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وانطلق الجيزاوي خلف تمريرة غالــب الماكرة فتعرض للإعاقــــة من السديري ليطلــق الحكم الإيطالي العادل صافرة العدالة محتسباً ضربة جزاء تقدم لها السهلاوي وسجل منها هدفا غاليا قاد به فريقه للفوز الغالي والثمين. ـ رجال كحيلان أبطال النصر استطاعوا بفضل موهبتهــم وإخلاصهـــم ومن خلفهم جمهورهم العريض من تنفيذ الخطط الفنية الرائعة التي طلبها منهم مدربهم كارينيو الذي استطاع رســم منهجية عالية الجودة، فقد درس الهلال جيـــدا واستغل نقاط الضعف فيه وعطل نقاط القوة المتمثلة في البرازيلي نيفيز والهداف ناصر الشمراني والثنائي الدولي ســـالم الدوسري ونواف العابد مستفيدا من الإمكانيات الفنية الكثيرة الموجودة، فكسب كارينيو الجولة الأولى مع منافسه الكابتن سامي الجابر، وأعتقد أن المعركة بينهما لم تنته فالدوري طويل وشاق وشرس مثل ما قال مدرب الهلال في مؤتمره الصحفي. ـ مثل ما كان هناك أبطال للنصر داخل الملعب كان هناك نجم ساطع ورائع هو الحكم الإيطالي الذي كان لأدائه المبهر ونفخه لهواء العدالة في صافرته دور هام وحاسم لمشاهدة ديربي مميز ومثير بين عملاقي العاصمة، فقد كان لشخصيته القوية ولياقته العالية وشجاعته المتناهية دور كامل في السيطرة على كل صغيرة وكبيرة ليتفرغ نجوم العالمي والزعيم لتقديم المتعة الكروية المنتظرة منهم وعندما حضرت (اللحظة) المصيرية أطلق صافرته المدوية معلناً ضربة جزاء لصالح عبد الرحيم جيزاوي من دون تردد، ليعيد ذكريات الحكم الإيطالي لنهائي كأس ولي العهد بين العملاقين في العام الماضي عندما منح نواف العابد ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني، وهذه (الفئة النخبوية) من الحكام العالميين هم من ننادي بحضورهم وعلى نطاق واسع لضمان استمرار المنافسة الشريفة وذهاب الفوز لمن يستحقه فالتحكيم المحلي غير قادر على التطور. ـ وأخيرا أقول إن الأمير فيصل بن تركي كان نجم النجوم في لقاء الديربي بعد قراره الحاســـم ضد الثلاثي البرازيلي (المتمرد) ومن ثم بث روح التحدي داخل صدور نجوم العالمي، وكحيلان يستحق كامل المساندة والدعم من رجال النصر كافة، فشكراً لابن تركي على كل ما قدمه لناديه وللرياضــة السعودية فقد نجح في إعادة فارس نجد للمنافسة الجادة، وشكرا لنجــوم الهلال ولمدربهم على ما بذلوه في الديرــبي، وشكرا لجماهير الزعيم والعالمي على حضورهم والمثالية في التشجيع، وشكرا لكل لاعب شارك وأبدع وأمتع في تقديم مباراة تليق بالهلال والنصر فناً وخلقاً ومهارة، فقد شاهدنا لقطات وصورا جميلة تعكس الروح الرياضية وفي أصعب الظروف ومنها الابتسامة الجميلة بين الزلزال ناصر الشــمراني والحــارس العملاق عبد الله العنزي، فمزيد من الحضور المبهر لكل أندية الوطن في جميع الاستحقاقات. أحلى الكلام النصر ما هو شعار أو هزيمة وانتصار النصر عشق الطفولة وأول الناس الكبار