×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية الخبر تستكمل تأهيل عدد من الشوارع

صورة الخبر

هل انتصرت إيران فعلا في اتفاقها مع مجموعة (5 +1) في جنيف؟، أين هي ملامح هذا الانتصار الكاسح في هذا الاتفاق المؤقت؟ الواضح حتى الآن أن إيران استسلمت في أغلب البنود وقبلت أن توضع كل منشآتها النووية تحت الرقابة الدولية الصارمة فقط مقابل أن يتم رفع العقوبات الاقتصادية عنها خلال الأشهر الستة المقبلة!. كي لا نعطي الأمور أكبر من حجمها الحقيقي تعالوا أولا نتأمل ما حصلت عليه إيران من مكاسب قبل أن نتحدث عن الخسائر، فقد اتفقت الأطراف الموقعة بأن لا تقل نسبة تصدير النفط من إيران عن النسبة الحالية، وأن يسمح لها بشراء الذهب والمعادن الثمينة وكذلك إزالة الحظر المفروض عليها في صناعة السيارات وإنتاج البتروكيماويات وتسهيل التعاون معها لتصليح طائراتها المدنية وتمكينها من الوصول إلى 400 مليون دولار من أموالها في الخارج، والتي لا تستطيع الوصول إليها (والبالغة أكثر من مئة مليار دولار)، وبالطبع لا يحق لإيران أن تتصرف بالأربعمائة مليون المحررة كيفما شاءت، بل تستخدمها فقط لتسديد تكاليف دراسة الطلبة الإيرانيين المبتعثين في الخارج، وهناك 7 مليارات أخرى سيتم الإفراج عنها لصرفها في مجالات محددة كي تقدر إيران على تسديد التزاماتها الدولية والتخفيف من حدة الحصار الاقتصادي عليها، وكذلك تم إكرام إيران بالتعاون معها في شراء المواد الغذائية والطبية.. و(التعاون) هنا لا يعني السماح المطلق!. حسنا.. ما الذي حصلت عليه مجموعة (5 +1) مقابل تخفيف هذا الحصار الخانق؟، لقد تعهدت إيران في هذا الاتفاق بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 5% وكذلك إيقاف نصف أجهزة الطرد المركزي في منشأة ناطنز و75 بالمائة في منشأة فردو، ووقف العمل تماما بمنشأة أراك وعدم إقامة أي منشآت جديدة، لاحظوا معي منشأة عطل نصفها والثانية عطل ثلاثة أرباعها والثالثة أوقف العمل فيها تماما، ويتم مراقبة هذه المنشآت يوميا، ولا يحق لإيران سوى التفرج على هذه الأجهزة شبه المعطلة، وتحتفظ إيران فقط باليوارنيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمئة من إنتاجها خلال الأشهر الستة الماضية وما زاد على هذه النسبة يتم تحويله إلى أوكسيد اليورانيوم، وهكذا تكون عاجزة عمليا عن إنتاج السلاح النووي الذي يحتاج إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة. المتشائمون من الاتفاق يرون أن حق التخصيب يعد سلاحا بحد ذاته، فلا أحد يضمن تقلبات الزمان وتغير قواعد اللعبة الدولية (خصوصا أن هذا الاتفاق مؤقت)، فالوصول في يوم ما إلى نسبة تخصيب 20 بالمائة لأغراض طبية لا يعقبه إلا خطوات بسيطة كافية للوصول إلى نسبة التخصيب التي يحتاجها السلاح النووي، أما المتفائلون فهم يرون أن تقييد إيران بهذا التفتيش الدولي اليومي ستكون نتائجه أفضل من حرب طاحنة لا يمكن لأحد التنبؤ بحجم الدمار الذي يمكن أن تتركه في المنطقة. هذا الاتفاق قد يدعم النظرية التي تقول بأن إيران بدلت جلدها ولبست ثوب (الإصلاحيين) كي تستطيع التوصل إلى اتفاق مع الغرب ينقذها من الانهيار الاقتصادي الذي تقف على حافته، حتى وإن تسبب ذلك إلى تأجيل أحلامها النووية، وهذا ما راق للولايات المتحدة التي لا تفكر في خوض حروب في هذه المرحلة، فبالنسبة للولايات المتحدة وشركائها في الاتفاق فأنه قد تم تقزيم طموحات إيران النووية بأبخس الأثمان!. على أية حال، قد ترى إيران وأنصارها والمتعاطفون في كل هذه التنازلات فتحا مبينا على الطريقة العربية التي تقيس الأمور بمنظار عاطفي، وقد يرى خصوم إيران الرافضون لسياساتها العدوانية في المنطقة والعالم العربي أن إعطاء أي فرصة لإيران هو أمر يبعث على القلق؛ لأن سياساتها لا تشجع على الوثوق بها، وقد تكون ثمة اتفاقات سرية خلف هذا الاتفاق المعلن، ولكن ما هو واضح ــ حتى الآن ــ أن أيران قدمت الكثير كي تحصل على أقل القليل!. klfhrbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة