قالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية -اليمينية التوجه- إن الحزب الجمهوري سيقوم بمحاولة أخيرة لعرقلة إقرار الكونغرس لاتفاق الولايات المتحدة ودول 5+1 مع إيران بشأن برنامجها النووي. ويأتي هذا التطور بعد اتهام الجمهوريين للرئيس الأميركي باراك أوباما بإخفاء نقاط جوهرية من الاتفاق عن الكونغرس، الأمر الذي يعني -إن ثبت- أن فترة الستين يوما المعطاة للكونغرس لدراسة الاتفاق -والتي تنتهي الأسبوع المقبل- لم تبدأ بعد. ورأت الصحيفة أن هذا التطور يمثل معضلة قانونية لأوباما الذي يدعي أن لديه الصلاحيات الكافية لرفع العقوبات عن إيران في 17 من الشهر الجاري، إن استنفد الكونغرس مهلة الستين يوما. ويتوقع الجمهوريون أن تشهد الأيام القادمة سلسلة من المشاورات من ضمنها تصويت في مجلس النواب على أنه لم يتسلم كافة الوثائق المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران، وتصويت آخر يوعز لأوباما بعدم رفع العقوبات عن إيران حتى يناير/كانون الثاني المقبل، الأمر الذي يعطي جميع الأطراف فترة كافية لحلحلة المشاكل العالقة. إلا أن مشرعين جمهوريين -مثل السيناتور بوب كوركر- لا يرون ضرورة للانتظار، ويعتقدون أن توفر جميع الوثائق لن يغير شيئا، ومن الأفضل إفساح المجال لأوباما للتحرك منفردا دون غطاء سياسي من الكونغرس. وعلى الجانب الآخر، اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز -في افتتاحيتها- أن سعي الجمهوريين لتأخير التصديق على الاتفاق "بلا معنى"، واعتبرت أن الجدل يجب أن ينتهي عند هذا الحد مع وصول عدد المشرعين الديمقراطيين المؤيدين للاتفاق إلى 42%. كلينتون تؤيد الاتفاق ولكنها تدعو إلى مراقبة دقيقة لأنشطة إيران النووية واحتوائها عسكريا (أسوشيتد برس) واتهمت الافتتاحية الجمهوريين بأنهم لا يبالون بضرورة العمل على تنفيذ الاتفاق بشكل صحيح وتكريس الطاقات والموارد لهذا الغرض، حيث ستضطلع المنظمة الدولية للطاقة الذرية بمهمة مراقبة التزام إيران بالاتفاق. وأشارت إلى أن على معارضي الاتفاق أن يفهموا أهمية تأمين أطر العمل فيما يتعلق بمراقبة إيران، وأن هذه المهمة لن تكون على عاتق أوباما إلى ما لا نهاية بل ستنتقل إلى خليفته بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه. ولفتت الافتتاحية النظر إلى ضرورة استيعاب حقيقة مهمة وهي أن الاتفاق لا يعني نهاية الخصام بين إيران والولايات المتحدة، مستشهدة بتعليقات لعلي خامنئي لا يزال يسمي فيها الولايات المتحدة بـ"الشيطان"، وبتعليقه الأخير بشأن زوال إسرائيل بعد 25 عاما. ووصفت الصحيفة موقف المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة هيلاري كلنتون من الاتفاق بأنه "مسؤول"، فرغم أنها تؤيده إلا أنها طالبت في كلمة لها مؤخرا أن تكون هناك إستراتيجية أوسع تشمل خططا لتصعيد الجهود لاحتواء إيران عسكريا ودعم إسرائيل. وفي صحيفة وول ستريت جورنال، شبّه الكاتب دانييل هينينغر الهالة واللغط المحيطين بالاتفاق النووي مع إيران الذي هندسه أوباما بأنه سيصبح إرثا مرتبطا باسمه، مثل قانون الرعاية الصحية الذي يعرف اصطلاحا باسم "أوباما كير"، والذي صاحبه هرج ومرج يشبه إلى حد بعيد ما يحدث الآن حول الاتفاق النووي. إلا أن الكاتب لفت إلى أن معارضة الاتفاق مع إيران أعمق بكثير من المعارضة التي شهدها قانون "أوباما كير"، ولخص عددا من استطلاعات الرأي التي تدعم ما ذهب إليه. ففي استطلاع حديث للرأي أجراه مركز استطلاع الرأي بجامعة كينيبياك، ظهر أن 25% فقط يؤيدون الاتفاق النووي مع إيران، بينما أظهر استطلاع أجراه معهد بو المتخصص أن المؤيدين للاتفاق لا يتعدون 21%، أي بانخفاض نسبته 12% عن شهر يوليو/تموز الماضي.