النصر في طريقه لتحقيق الدوري، المنافسة تنحصر بين النصر والهلال، وسامي مدرب ذكي وكبير جداً.. هذه عينة من الآراء الفنية التي أتحفنا بها مدربون ونقاد قبل مباراة قمة الرياض وبعدها، وهي بالتأكيد آراء عاطفية بعيدة كل البعد عن المنطق والواقع، ويغيب عنها صوت العقل الذي نأمل أن يمثله نقاد ومحللون جديرون بثقة الشارع الرياضي، الذي لا يمكن أن يسلم بآراء سطحية ومتسرعة من هذا القبيل بعد الجولة العاشرة من الدوري! في سياق هذه الآراء التي تهتز معها الثقة بطرح يعود بالفائدة الفنية على وسطنا الكروي تبرز أهمية أن يستوعب أمثال هؤلاء أبعاد تساؤل المقال الذي لا تتوقع من كلماته الثلاث إلا إجابة هادئة لا تتأثر بمستوى رائع في ديربي، ولا يمكن أن تسبغ ما لذ وطاب من المدائح قبل بداية المباراة لمدرب لا يزال في بداية مشواره التدريبي بمجرد تصدر فريقه، ثم تنقلب رأساً على عقب ليتحول المدرب الكبير إلى فاشل في قراءة المباراة بمجرد أن أصبح فريقه وصيفاً! مع هذا التساؤل المهم الذي سأحاول الإجابة عنه ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه لا يمكن أن أتجاهل تألق النصر وتقديمه مستوى لافتاً في مباراة الديربي، ولن يمنع الأمر من أن أشيد بثقافة النصر الجديدة التي أرسى دعائمها رئيسه الأمير فيصل بن تركي في مباراة تنافس تقليدي لم تعد تعترف بنجومية أي لاعب لا يتمسك بمبدأ الولاء والتعليمات في عصر الاحتراف الشكلي، فما بالك وإدارة النصر تستبعد الثلاثي الأجنبي قبل المباراة بساعات في قرار مصيري كان من الممكن أن يكون هو الجدل الذي لا ينتهي، ولربما كان القشة التي قد تقصم ظهر الإدارة النصراوية بعد أن باتت في الساحة وحيدة بلا رعاية أو دعم شرفي! أيضاً من باب الإنصاف لا يمكن أن أغض الطرف عما يقدمه سامي من عمل تدريبي وتنافس وإثارة في بداية مشواره مع الهلال في الجولات الماضية. في ظل هذا التألق النصراوي الواضح هذا الموسم، والسباق الكبير على الصدارة مع الهلال والعمل الذي يقدمه سامي تبدو الحاجة ملحة لأن نتساءل فعلاً من باب العقلانية وكبح جماح آراء متسرعة لا تدوم على حال معين: ماذا بعد الديربي؟ القراءة النقدية والتحليلية العميقة التي يجدر بها أن تبقي الموضوع في سياقه الطبيعي يجب أن تتذكر جيداً أننا لا نزال في الجولة العاشرة من الدوري، لذا فإن التنبؤ للنصر أو الهلال بلقب مبكر، حتى وهما يبتعدان بنقاط معدودة عن الشباب صاحب المركز الثالث أو تقييم سامي في هذا الوقت، لا يمكن أن تصنفه إلا على أنه رأي (مشجع) يتمنى لا (ناقد) يمكن أن تختلف معه أو تقتنع برأيه، ولا سيما أن الدور الأول لم ينته بعد، ومن الممكن أن تنقلب الدوائر في الجولات المتبقية فنرى الأول رابعاً والرابع أولا!