"العقار يمرض ولا يموت" عبارة يحرص على ترديدها ملاك الاراضي وتجارها والساعون ماببن البائع والمشتري لها، وهي تحفز من يتردد في الاستثمار في العقار، وتسعى لبثت روح الاطمئنان لمن يتردد في قرار شراء الارض. وجاء مزاد أراضي أملاك الدولة خلال اليومين الماضيين حتى يؤكد هذه المقولة الخالدة، واعتبره بعض ملاك "التراب" انه انتصار لقرارهم وموقفهم بعدم المخاطرة ببيع الاراضي، وعدم اتباع مشورة التريث في شرائها وفقا لفريق الممانعين وحتى متخصصين في هذا السوق، كانوا مع من كان يتوقع ومنذ أكثر من عامين انخفاض اسعارها على مستوى المملكة، ولعل آخر قرار ساند فريق المتوقعين للانخفاض، وأنعش أحلام الباحثين عن "أرض بيت العمر " إقرار الدولة منذ ما يقارب الستة أشهر فرض الرسوم البيضاء، برغم أن هذا القرار سيكمل شهره السادس دون وضع لطرق فرض هذه الرسوم وآليات التنفيذ وبدء التطبيق على أرض الواقع. ثم جاء المزاد الذي شمل أراضي في شمال العاصمة الرياض وفي أحياء تعتبر في مصاف الأكثر طلبا للسكن على مستوى احياء الرياض، وهذا يجعل فريقا لا يزال متمسكآ برؤية الانخفاض، على اعتبار ان هذه الأسعار لا تزال اقل نسبيا من أسعار نفس المواقع قبل ثلاث سنوات، وهي في احياء تصنف بالراقية. وفي المقابل يعتقد، بل ويؤكد تجار العقار أن هذا المزاد حقق لهم انتصارا، كاد ان يذهب مع وجود نوع من الركود في حركة الشراء والبيع، مع آمال نزول الأسعار لمن كان يرغب في بدء مشروع شراء ارض، ومن ثم بدء حلم تدشين بيت المستقبل، وهؤلاء هم الخاسر الأكبر في وسط الفريقين، فمن كان يملك المال ويحجم عن الشراء رغبة في توفير جزء من ماله للبناء، خسر الوقت، ومن كان ماله لا يكفي لشراء قطعة للتعمير أصيب بالاحباط من طول الانتظار، وَقَدْ يظل حبيسا لحياة الشقق الصغيرة واستنزاف الايجار، وبين كل هؤلاء نسبة كبيرة ينتظرون سرعة تقديم حلول منتجات وزارة الاسكان، التي طال انتظار انتشار حلولها برغم ما وجدته من دعم الدولة وتغيرات هيكلة عملها والقائمين على إدارتها. يشار الى ان مزاد النخبة الذي انطلق امس الاول بمدينة الرياض؛ سجلت أولى صفقاته العقارية رقماً قياسياً، حيث بيعت أرض سكنية في مخطط الرائد مساحتها متراً مربعاً، بسعر ريال للمتر المربع، بمبلغ إجمالي .. ريال، فيما بيعت أرض أخرى في نفس المخطط بمبلغ ملايين ريال.