قال السفير الأميركي السابق إنه يجب على الولايات المتحدة التركيز على المشهد النضالي الجديد الذي يشهده العراق، وأن تدعم جهود العبادي لإنجاح حملة الإصلاحات التي يقودها استجابة لحراك احتجاجي غير طائفي يشهده الشارع العراقي. وأشار زاد -الذي شغل منصب السفير الأميركي في العراق (2005 -2007)- إلى أن الدعم الذي قدمه المرجع الديني العراقي علي السيستاني للعبادي كان حيويا وحاسما، وأن حزمة الإصلاحات تشمل مكافحة الفساد واعتماد الكفاءة في تولي المناصب الحكومية بدلا من المحسوبية الحزبية والطائفية. وأوضح زاد أن الطائفية كانتبمثابة السرطانفي السياسات العراقية السابقة، وأن العراق شهد انفراجة في انتخابات 2010 لكن الطائفية عادت للبلاد من جديد في أعقاب الانسحاب العسكري الأميركي. وأضاف أن الأحداث الراهنة في العراق المتمثلة في الحراك في الشارع وفي حزمة الإصلاحات التي يعتزم العبادي تطبيقها تمثل فرصة نادرة أخرى للبلاد. تحديات لكن زاد قال إن إصلاحات العبادي تواجه تحديات رئيسية يتمثل بعضها في التسبب في انقسامات داخل الجسم الشيعي لدرجة أنأحد مساعدي السيستاني وهو سيدأحمد الصافي وصفها بأنها تمثل "معركة وجود". وأضاف زاد أن الإصلاحات تواجه معارضة من جانب عدد من قادة الشيعة. وأضاف السفير السابق أنه بالرغم من أن حملة إصلاحات العبادي تعتبر طموحة وتستحق الثناء فإن رئيس الوزراء العراقي لا يملك الكثير من الوسائل المتاحة لتنفيذها، وخاصة في ظل انخفاض أسعار النفط وعدم توفر الموارد المالية التي توفرت لسلفه نوري المالكي. وأشار زاد إلى أنالعبادي يواجه تحديات تتمثل في حاجته إلى المليشيات نفسها التي تعارض حملة إصلاحاه، وذلك من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وتتمثل أخرى في أن علاقاته مع الأكراد متوترة وليست على ما يرام، وذلك في ظل الخلافات بشأن صادرات النفط والميزانية. رغبة إيران وهناك تحد رئيس آخر يتمثل في رغبة إيران في أن تكون المليشيات في العراق هي المسيطرة على القطاعالأمني، وذلكلجعله يكون مواليا للمتشددين الإيرانيين، لكن العبادي يرغب في إعادة تنظيم هذه المليشيات وقوات المتطوعين ضمن قوة الحرس الوطني التي تكون خاضعة لسلطة الدولة. وأضاف زاد أنالسيستاني والعبادي وقادة إصلاح عراقيين آخرين يرغبون في إقامة علاقات جيدة مع إيران لكنهم يشعرون بالاستياء من المحاولات التي يقومبها رئيس فيلق القدس اللواء قاسم سليمانيلجعل العراقدولة تابعة لإيران. وأكد السفير الأميركي السابق على ضرورة دعم العبادي لتمكينه من تطبيق الإصلاحات التي من شأنها نقل العراق بعيدا عن الطائفية التي جره إليها نوري المالكي. وأوضح أن الدعم الأميركي للعبادي سيؤدي إلى انفراجة في علاقات العراق مع دول المنطقة. وأشارزاد إلى أنالعبادي يواجه ضغوطا داخلية وأخرى من جانب إيران وأنه يجب على الولايات المتحدة التحرك سريعا لدعمه ومساندته لتطبيق برنامجه الإصلاحي الذي يشكل نقطة تحول جديدة في حاضر العراق ومستقبله وينعكس على استقرار المنطقة برمتها.