على وقع استمرار ورود تقارير تتحدث عن إرسال روسيا تعزيزات عسكرية إلى سوريا، واصلت الإدارة الأميركية الإعراب عن قلقها في مشهد يشير إلى أن واشنطن تكتفي "بالكلام" في حين أن موسكو تترجم دعمها للرئيس السوري، بشار الأسد، إلى أفعال على أرض الواقع. وبعد أكثر من 4 سنوات على الحرب السورية التي قتلت أكثر من 250 ألف شخص وشردت الملايين، حافظت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على نهجها المتمثل بالتنديد بما ترتكبه القوات الحكومية السورية تجاه المدنيين، والتأكيد على أن الرئيس السوري فقد الشرعية. وفي حين تصر واشنطن وغيرها من عواصم القرار على عدم التدخل العسكري لحل الأزمة السورية، تقف روسيا وإيران في السر والعلن إلى جانب حليفهما الأسد، عبر الدعم المادي والعسكري، بالإضافة إلى المساندة السياسية في مجلس الأمن وغيرها من المحافل الدولية. وفي الأيام القليلة الماضية، توالت التقارير عن إرسال موسكو لبوارج تنقل عربات عسكرية إلى ميناء اللاذقية على الساحل السوري، وسط انتشار صور على مواقع المعارضة السورية عن مقاتلين روس يشاركون إلى جانب القوات الحكومية في المعارك بمختلف المناطق السورية. وإذ لم تعلق موسكو على مشاركة المقاتلين الروس، فإنها كشفت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن انتشار خبراء روس بسوريا، مهمتهم فقط المساعدة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية، التي تهدف إلى محاربة تنظيم داعش المتشدد. أما واشنطن، فقد كررت خلال أيام قليلة الإعراب عن قلقها، وفي آخر تصريح، الأربعاء، قال البيت الأبيض إنه يشعر بقلق بالغ إزاء تقارير بأن روسيا ربما نشرت أفرادا وطائرات عسكرية في سوريا، قبل أن يضيف أنه يراقب الوضع عن كثب، وهو ما جرت عليه العادة الأميركية. وعلى وقع الكلام الأميركي والفعل الروسي تستمر دوامة الحرب السورية بحصد مزيد من أرواح المدنيين، وإجبار الملايين على الفرار من بلادهم، التي بات مقسمة بين قوات موالية للأسد تدعمها ميليشيات لبنانية وإيرانية وعراقية، وفصائل معارضة تنوعت ولاءاتها الخارجية، وتنظيم إرهابي.