إن جماليات البلاء تكمن في اظهار حقيقة بني البشر، فلا يوجد شر مطلق كما لا يوجد خير مطلق، ففي كل شر حكمة وخير مؤجل واختبار يكرم به المرء أو يهان. ان مسلسل الحوادث الارهابية المتكررة بين الفينة والأخرى الهدف منه الضغط على الحكومة وزعزعة الامن والاستقرار المجتمعي وضرب اسس الوحدة الوطنية التي هي أهم سمات المجتمع البحريني. ان اهم دعائم الشعب البحريني الاصيل انه عاشق لترابه، وملتف بشدة حوله قيادته مؤمن ان رب العزة مظلل برحمته هذا البلد الصغير، وان الارهابيين والعابثين بأمن الوطن ليسوا منا انهم غرباء عنا فقط هم يعيشون بالقرب منا. ان الارهابيين اصحاب عقول ممسوخة لم يقرؤوا تاريخ دلمون لم يفهموا لماذا جاء اعظم الملوك من اقصى العالم تاركين اوطانهم ليدفنوا في ارض الحياة، فكتب التاريخ تشهد ان دلمون مرفأ الكون، فالبحرين ارض السلام والمحبة ارض صغيرة ولكن تتسع للجميع سواء من هم في القبور أم على الارض، فالبحرين لا تعرف ثقافة الدم ولا يليق بآهالي المجد صفات الغدر. فالشعوب التي تتنفس رائحة البحر وتطرب بتغاريد البلابل لا تعرف لغة العنف ولا تستسيغ اصوات التفجيرات، فالبحرين بخير ففي منتصف الليل تنام الصغيرة في هدوء تام على أمل غد جديد يحمل في طياته حباً كبيرا وعطاء كثيرا. مهما حاول الاعداء العبث بالوطن ستظل بلاد الشمس عصية على الاشرار، فالبحرين بكل ما فيها من جمال دعوها تتنفس وتعيش بسلام.... فلن اشجب لأن الم البحرين اكبر من الشجب والاستنكار. ولن ادعو إلى تطبيق القانون لأن الامر سيصبح في يد العدالة والقضاء البحريني المشهود له بالحيادية والكفاءة. ولن اكرر رغبتي بضرورة قيام الاتحاد الخليجي فهي امنية كافة الشعوب الخليجية الطامحة لتوحد وتقوية اواصر اللحمة الخليجية، بل سأقول انه قد حان الاوان إلى تحويل الاقوال والمبادرات إلى افعال ملموسة على الواقع الخليجي. فماذا ننتظر ان تلتهم ايران الدول الخليجية الواحدة تلو الأخرى ونجد انفسنا في بطن الغول، أم ننتظر ان تغرس الاعلام الجمهورية الايرانية في الاراضي الخليجية؟