روعة الأصدقاء ..! حمد عبد العزيز الكنتي غريب أمر هذه العلاقات !، يظل الإنسان يركض هنا وهناك يبحث عن صديق يفهمه ويتفهمه ويشاركه كل لحظاته بحلوها ومرها وحينما يجده ينكمش منه ويتوارى عنه بحجة أن هنالك فوارق بينهما تمنع من استكمال مسيرة العلاقة ..! الناس في العلاقات دائما بين مد وجزر ، فتجد بعض الناس متمسكين بأصدقاء غير أسوياء بحجة أنهم أصدقاء طفولة ومن الصعوبة تركهم ..! وهنالك من يكتفي بأصدقاء العمل لان هنالك عامل مشترك بينه وبينهم وبالتالي لابد من ديمومة تلك العلاقة . ومن الناس من لا يقبل إلا بالصداقة الفكرية فتجده يبحث عن من يشترك معه هموم الفكر وسوانح الثقافة على طاولة المعرفة . ومن الملفت انك تجد شخص يحب آخر وليس بينهما أي مشترك وذلك لان أرواحهم تلاقت فأصبح لقاءاتهم هي بهجة الدنيا ونعيم الحياة . وللعلاقات أسرار غريبة فتجد انك أحيانا تبوح لصديق ما بكل ما لديك ، ولكن في أحيان أخرى تنكمش عن صديق آخر وتخفي عنه كل شيء ، ولا تدري ما الذي سمح لقلبك بالبوح للأول والغموض والصمت عن الثاني ! ومن أسرار العلاقات انك في بعض الأوقات تجد صديقا فتشعر بان الحياة تخللت وجدانك وان النور شع في كيانك ، بل وتشعر بان كل شيء أصبح جميلا في تلك اللحظة ، ولكن في أوقات أخرى تجد صديقا آخر فتشعر بالثقل والتعب والإرهاق وتحس بان تلك اللحظة هي قمة الكآبة . وفي مجمل الأمر يظل الإنسان بحاجة إلى صديق يشاركه الحديث ، وينصت إليه ، ويصغي إلى همومه ، ويكون مستودع أسراره ، بل ويكون شريكه في فكره وأفكاره ، وداعما له في كل حين ولحظة . حكمة المقال أصعب شيء على النفس عندما تجالس من هو بعيد عنك في كل شيء ..!
