×
محافظة المدينة المنورة

«مكة» و«المدينة» تشهدان إقبالاً كثيفاً في «اللحظات الأخيرة»

صورة الخبر

عندما تجد بلداً يأخذ على عاتقه مسؤولية النظام العام، ونشر مظلة واسعة من اتباع القوانين والالتزام بها، فهو يعطي عدة مؤشرات هامة في هذا المجال، منها أن النظام وقوته يجب أن يكونا حاضرين في ذهن الفرد في كل زمان ومكان، وبالتالي فإن احترامك وتقيدك بالقانون في بلدك يفترضان أن تكون حالة عامة من احترام الأنظمة في كل مكان وزمان أيضاً. وهذه واحدة من فضائل المجتمعات التي تختار النظام والقوانين لتكون هي المرجع لأي تجاوزات. أمس أعلنت نيابة ابوظبي عن امر ، قد يمر على البعض مرور الكرام، لكن له دلالة كبيرة تتعلق بمعنى النظام واتباع الأنظمة والقوانين. حيثأمرت النيابة العامة في أبوظبي بحبس مواطن على ذمة التحقيق لارتكابه جريمة قيادة مركبته بطيش وتهور في إحدى الدول الأوروبية، ما عرض حياته وحياة الآخرين للخطر. لهذا الخبر دلالة كبيرة جداً وعظيمة، لكن لنسمع ما تبقى من الخبر وما جاء فيه: أوضحت النيابة العامة في أبوظبي أن القانون في دولة الإمارات العربية المتحدة يطبق على كل مواطن ارتكب خلال وجوده خارج الدولة فعلاً يعد جريمة وفق قانون الدولة وقانون البلد الذي ارتكب فيه الفعل وذلك في حال عدم محاكمته في الدولة التي تمت فيها الجريمة. إذاً، البداية لم تكن من الفعل المؤذي إلى هذا الشاب أو إلى لصورة السيئة التي وجهها عن شعب الإمارات، إطلاقاً، إنما البداية كانت من القانون الرئيسي الذي شرع معاقبة كل مواطن يرتكب فعلاً خارج الدولة ويكون مخلاً بالقانون، ولكم أن تعلموا أن تحقيقات النيابة توصلت إلى النتيجة من خلال مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت المتهم وهو يقوم بحركات استعراضية بسيارته بصورة متهورة متعمداً إصدار أصوات مزعجة للفت الأنظار. ولكم أن تعلموا أيضاً أن هذا الشاب لم يتعرض للمحاسبة على مخالفته في البلد الأوروبي، ولكنه كان في الحقيقة قد ارتكب جملة من المخالفات الجسيمة أولاها الإساءة إلى صورة وسمعة بلادنا، فسيارته كانت تحمل لوحات إماراتية، وتعمد التصوير وبث المقاطع على شبكة الانترنت، فضلاً عن أن هذه الإساءة أظهرت الاستهتار وعدم المبالاة بما يحدثه من ضرر بسبب سلوكياته بمجتمعنا. نحن كإماراتيين، ولله الحمد، عُرفنا في العالم محبين للسلام وتقبل الآخرين ولكننا أيضاً عُرفنا بحب النظام واتباع القوانين والأنظمة، نطبقها في بلادنا بجد وقوة وحزم، ونريد من أبنائنا التقيد بها هنا وفي أي مكان من العالم، لأن تقيدنا بالأنظمة ليس وقتياً لفترة محددة أو في مكان محدد، بل هو ممارسة حياة وسلوك دائم. وهذا الشاب رغم أنه أفلت من العقاب في البلد الأوروبي، وجد من يأخذ على يده هنا ويعيده إلى جادة الصواب، وبمثل هذه القوة في تطبيق النظام واتباع القوانين نرتقي ونضاهي أعظم دول العالم تقدماً ورقياً ونكون أيضا أكثر عدالة وإنصافاً. Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com