فرض التعادل السلبي نفسه على اللقاء التاريخي الذي خاضه المنتخب الوطني لكرة القدم، أمس، أمام مضيفه الفلسطيني، على ملعب فيصل الحسيني في مدينة رام الله القريبة من القدس المحتلة في فلسطين، وذلك ضمن مباريات الجولة الرابعة في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وكأس أمم آسيا (الإمارات 2019). وبهذه النتيجة رفع الأبيض رصيده إلى سبع نقاط في المركز الثاني للمجموعة الأولى خلف السعودية، وفلسطين إلى أربع نقاط ثالثاً. 20 ألف متفرج تابعوا المباراة حرص 20 ألف متفرج من الجمهور الفلسطيني على الوجود في المباراة ومؤزرة منتخب بلده في أول لقاء رسمي يخوضه المنتخب في تصفيات كأس العالم، وشوهدت أعداد مقدرة من الجمهور وهي توجد خارج الملعب، لعدم تمكنها من الحصول على مقاعد في الملعب. وقال معلق قناة أبوظبي الرياضية، الزميل محمد الشامسي، أثناء تعليقه على مجريات اللقاء، أن ملعب المباراة الذي يسع نحو 20 ألف مشجع، امتلأ تماماً عن آخره، بعدما نفدت جميع تذاكر المباراة التي تم طرحها للبيع من قبل اتحاد كرة القدم الفلسطيني. وأقيمت المباراة وسط أجواء احتفالية مميزة غير مسبوقة، وفي ظل حضور جماهيري كبير، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يلعب فيها منتخب عربي على أرض فلسطين في تصفيات كأس العالم. وجاءت بداية المباراة حذرة وحماسية من الطرفين، وحاول كلاهما السيطرة على مجريات اللعب، خصوصاً الأبيض الذي كان الأفضل والأكثر انتشاراً وتنظيماً في الملعب معظم فترات الشوط الأول، وسعى منذ البداية لتنظيم صفوفه، والضغط على فلسطين، والوصول مبكراً الى شباك المنتخب الفلسطيني، وقاد المنتخب أكثر من محاولة لم يكتب لها النجاح، خصوصاً الكرة التي مررها علي مبخوت لزميله أحمد خليل، التي أبعدها الحارس توفيق علي بصعوبة 12، وتكررت محاولات الأبيض في هز شباك المنتخب الفلسطيني، لكن تماسك الدفاع الفلسطيني، وغياب التركيز حالا دون ذلك. ورغم أن الأبيض الذي خاض المباراة على النجيل الصناعي، بدا الأفضل من ناحية الانتشار في الملعب، وقاد محاولات عدة بقيادة عمر عبدالرحمن في وسط الملعب بهدف مساعدة خط الهجوم، إلا أنها لم تشكل خطورة كبيرة على المرمى الفلسطيني، نظراً للتسرع وغياب التركيز، لاسيما على صعيد خط الهجوم بقيادة الثنائي علي مبخوت وأحمد خليل، في المقابل حاول المنتخب الفلسطيني استغلال عاملي الارض والجمهور في التفوق على الأبيض، لكن محاولاته، على ندرتها، لم تشكل أي خطورة على شباك الحارس علي خصيف. وقاد عموري وعلي مبخوت وعامر عبدالرحمن هجمة سريعة ومنظمة 23 على جبهة المنتخب الفلسطيني، لكن الدفاع أبعدها في اللحظة الاخيرة. واستهل الأبيض المباراة بتشكيلة ضمت الحارس، علي خصيف، وفي الدفاع وليد عباس ومهند العنزي واسماعيل أحمد ومحمد أحمد، وفي خط الوسط عامر عبدالرحمن وماجد حسن وعمر عبدالرحمن، وفي الخط الأمامي علي مبخوت وأحمد خليل. وحصل لاعب المنتخب الفلسطيني محمد درويش على بطاقة صفراء لتعمده الخشونة مع عموري 30. وهدد أحمد خليل مرمى فلسطين بتسديدة قوية من لعبة ثابتة 41 قبل أن يبعدها الحارس. وبادر المنتخب في الشوط الثاني بالهجوم بحثاً عن هدف التقدم، وحسم اللقاء التاريخي في فلسطين لمصلحته، وقاد عموري الذي تعرض لرقابة مشددة من الجانب الفلسطيني، لكنه حاول الافلات منها أكثر من هجمة، وأجرى المنتخب الفلسطيني تغييرات في صفوفه، بعدما حل تامر صيام في مكان جاكا حبيشة، وسدد أحمد خليل كرة عرضية مرت فوق المرمى. وأجرى مهدي علي تعديلات في صفوف المنتخب بدخول محمد عبدالرحمن بديلا لحبيب الفردان، في محاولة لتعزيز الجانب الهجومي، وحصل عموري على بطاقة صفراء من حكم اللقاء. وضغط لاعبو المنتخب بقوة على المرمى الفلسطيني، طمعاً في خطف هدف الفوز، وكاد عامر عبدالرحمن أن يضع الأبيض في المقدمة، لكنه لم يتمكن من وضع الكرة في الشباك، وضاعت فرصة أخرى للمنتخب من أحمد خليل 80. وباءت محاولات المنتخب في الدقائق الاخيرة للمباراة بهز شباك فلسطين بالفشل، لينتهي اللقاء بالتعادل. قاد المباراة طاقم تحكيم دولي عراقي بقيادة علي صباح، يعاونه كل من لؤي صبحي ونجاح رحم وواثق محمد.