×
محافظة الرياض

متعب بن عبدالله: طوارئ الحرس للجميع

صورة الخبر

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - تنظم رابطة العالم الإسلامي مؤتمر "الشباب المسلم والإعلام الجديد"، في مكة المكرمة يومي 3-4/12/1436ه الموافق: 16 -17/9/2015م. ويناقش المؤتمر خصائص الإعلام الجديد وأنماطه، حيث يتطرق لظواهر الإعلام الجديد بين الإيجابية والسلبية، إلى جانب تأثير الإعلام الجديد في الشباب ثقافياً، ومعرفياً، ومجتمعياً، وسلوكياً، كما يناقش تحديات الإعلام الجديد والهوية الإسلامية، وقيم العولمة، والإلحاد والانحلال الأخلاقي، والتطرف والإرهاب الإلكتروني، إضافة إلى ترشيد الإعلام الجديد، وآليات وسبل الوصول إلى إعلام جديد هادف. وقال الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي - في حديثه ل "الرياض": "تبين من خلال المؤتمرات التي عقدت في الرابطة أن الشباب بحاجة إلى عناية مميزة، وأن هذا الإعلام يجب ألا يترك للشباب من دون أن يكون هناك رؤية واضحة، فهناك سلبيات كبيرة وتأثير خطير للإعلام في الشباب من الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأسرية والأمنية"، موضحاً أنّه ينبغي لأي إعلامي البحث عن الأسلوب الصحيح والمؤثر الذي يؤدي من خلاله هذه الرسالة، وبالذات في الظروف الحالية التي تمر بها الأمة حيث تتعدد وسائل الإعلام وانتشرت مساحة العولمة وأصبح العالم "قرية واحدة"، منوهاً بأنّ المؤتمر هو امتداد لأول مؤتمر دعا إليه المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1345ه، حيث صدرت التوجيهات أن تتولى الرابطة تنظيم ما اعقبه من مؤتمرات، وفيما يلي نص الحوار: رعاية سامية * في البداية كيف تنظرون إلى الرعاية الملكية لمؤتمر مكة المكرمة، وماذا تعني لكم هذه الرعاية في الرابطة؟ - من المؤكّد أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر ستعطي المؤتمر أهمية كبرى، وتوسع فرص المشاركة والمتخصصين الذين تقدم لهم الدعوات للمشاركة عندما يعرفون أنّ المؤتمر برعاية المليك المفدى، وخلال أيام الحج وفي مكة المكرمة يحفزهم للحضور، وكما هو معلوم فإن مؤتمر مكة المكرمة هو امتداد لأول مؤتمر دعا إليه المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1345ه، حيث صدرت التوجيهات بأن تتولى الرابطة تنظيم ما اعقبه من مؤتمرات. رسالة المؤتمر * ما الرسالة التي تود الرابطة إيصالها عبر هذا المؤتمر؟ - الرسالة هي التركيز في الشباب والتحديات المعاصرة التي تواجههم في الوقت الحاضر عبر وسائل الإعلام، وخصوصاً الإعلام الجديد الذي دخل في حياة الناس، ومن خلال المؤتمرات التي عقدت في الرابطة تبين أن الشباب هم بحاجة إلى عناية مميزة، وأن هذا الإعلام يجب ألا يترك للشباب من دون أن يكون هناك رؤية واضحة، فهناك سلبيات كبيرة وتأثير خطير لذلك الإعلام في الشباب من الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأسرية والأمنية، وقد يؤدي إلى عزلة الشباب عن أسرهم ومجتمعاتهم وبيئتهم. وقد ناقش مؤتمر الإعلام الذي شاركت فيه الرابطة في "جاكرتا" هذا الشأن، وطالب المتخصصون بأهمية تحصين الشباب من الإعلام الجديد، ووضع بدائل ووعي مؤثر، ومن هنا يركز المؤتمر في هذا الموضوع، ولا شكّ أنّ حل هذه الظاهرة لن يكون من خلال المؤتمر، بل يحتاج إلى برامج وخطط من قبل الجامعات والمؤسسات المعنية بالشباب والتعليم والإعلام، ولا بد أن تكون هناك عناية مميزة وبرامج عملية لهذه الفئة، فالقضية خطيرة، فمن هنا جاءت أهمية عقد هذا المؤتمر، وقد وجهت الرابطة الدعوة لشخصيات معنية بشؤون الشباب. تأزيم الأحداث * إلى أي مدى ساهم الإعلام الجديد في تأزم الوضع الجاري في بلدان الثورات؟ - من المؤكّد أنّ للإعلام تأثيره السلبي والإيجابي، ومن خلال الأحداث التي برزت نجد أن التأثير الإيجابي أقل بكثير في ظل ضعف السيطرة عليه؛ ما نتج عنه بروز جهات مغرضة تدير هذا الإعلام، وتحرص على استغلال الفرص لإثارة الفتن، فكثير من الفتن والأحداث في العالم العربي هناك جهات إعلامية تدعمها، بل إنّ الجماعات الإرهابية المتطرفة استغلت الإعلام الجديد استغلالاً قوياً ساهم في تأزيم المواقف. رؤية واضحة * الرابطة تشرف على الهيئة العالمية للإعلام.. كيف تقوّمون جهود هذه الهيئة، وهل ثمة وثبة جديدة لها؟ - تعمل الرابطة على إعادة النظر في الهيئة العالمية للإعلام لديها، من حيث خطتها، وأعمالها، وبرامجها، وقد بدأت الهيئة قوية، لكنها في الفترات الأخيرة لم تؤد ما هو مطلوب منها، وكان الهدف الأساسي للهيئة جمع المعنيين في الإعلام الإسلامي على المستوى الشخصي والرسمي في البلدان الإسلامية، بحيث تكون لهم رؤية واضحة ومشتركة ومشاريع عملية ترتقي بالمهنة ورسالتها. المؤتمر سيناقش الإرهاب الإلكتروني والتطرف وقضايا الإلحاد والانحلال الأخلاقي أعداد محدودة * وبرأيكم، ما أهم أسباب تراجع عمل الهيئة العالمية للإعلام؟ - الإعلام جهاز حساس والشخصيات المتخصصة في مجال الإعلام الإسلامي أعدادهم محدودة، ومن ثم لن تؤدي الهيئة دورها من دون أن يكون هناك أعداد جيدة من المتخصصين المؤهلين، ونحن نعمل على الرقي بأعمال الهيئة بما يحقق الرسالة والرؤية التي وضعت من أجلها. الرؤية الصحيحة * ما المنطلقات التي يجب على العاملين في الإعلام الاعتناء بها لصناعة إعلام متزن ومضاد ومحقق لتطلعات العلماء وصناع القرار السياسي؟ - أهم شيء أن تكون الانطلاقة من رؤية صحيحة وواضحة للإعلام، لننظر مثلاً في السياسية الإعلامية للمملكة، وأنا ممن شرفت بالمشاركة في وضعها عندما كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - رئيساً للمجلس الأعلى للإعلام، فهو الذي درس هذه السياسة، ومن ثم تم رفعها للمقام السامي، ثم أقرت، وهذه السياسة تنطلق من ثلاثة محاور، المحور الأول: الجانب الإسلامي، بأننا أمة مسلمة، والمملكة قامت على الدين الإسلامي ومنه انطلقت، والمحور الثاني: الجانب العربي بحسبان أن العرب لهم رسالة أساسية في حمل الدين الإسلامي، وأنّ هذه البلاد منطلق العرب واللغة العربية، المحور الثالث: جانب القيم الاجتماعية الإنسانية التي يتعامل بها العرب والمسلمون فيما بينهم ومع غيرهم من البيئات الأخرى. فهذه المحاور الثلاثة اعتنت بها السياسة الإعلامية في المملكة، ومن ثم فإن الأصل في أي إعلامي يريد أن يخدم أمته العربية والإسلامية ومجتمعه أن يركز في هذه المحاور، فحينما تجد وسيلة إعلامية من وسائل الإعلام لا تهتم بالجانب الديني وتتجاهله أحياناً، بل وتسيء إليه، هذا لا يمكن أن يقتنع به الإنسان، أو نجد وسيلة إعلامية لا تهتم باللغة العربية أو القيم الاجتماعية، فهذا أمر يتعارض مع تلك السياسة، لذا فإن توفر الجوانب الثلاثة في الشخصية الإعلامية تحقق الرسالة الصحيحة للإعلام الذي لا يعد مجرد مهنة أو وظيفة، بل هو رسالة، وينبغي لأي إعلامي البحث عن الأسلوب الصحيح والمؤثر الذي يؤدي من خلاله هذه الرسالة، وخصوصاً في الظروف الحالية التي تمر بها الأمة حيث تتعدد وسائل الإعلام وانتشرت مساحة العولمة وأصبح العالم - كما يقال - "قرية واحدة"، لذا يجب التمييز والتأهيل للكوادر الإعلامية بما في ذلك التأهيل اللغوي والاجتماعي والشرعي والعمل بسياسة المملكة الإعلامية، وأن تكون لدى الإعلامي رؤية عالمية يستطيع من خلالها التحدث والتعامل مع الآخرين ومع مجتمعه وبيئته، والابتعاد عن كل ما يثير الفتن والنزاعات، والعمل بالقيم الإسلامية بالتأكد من الأخبار من مصدرها والمحافظة على الأسرار، وعدم الإساءة للآخرين، والبحث عن الوسائل المناسبة في المعالجة. اختيار المشاركين * ما معايير اختيار الرابطة لموضوع مؤتمر مكة السنوي وآلية اختيار المشاركين؟ - طبعاً لكل مؤتمر موضوع خاص، والرابطة تأتيها اقتراحات سواء في أثناء المؤتمر المنعقد أو بعده، اقتراحات وأفكار لموضوعات لمؤتمرات جديدة وعادة ما تكون هذه الاقتراحات من مكاتب ومراكز الرابطة في الخارج أو من المتخصصين ولدينا لجنة متخصصة في الرابطة معنية بالمؤتمرات وتنظر في هذه الاقتراحات المقدمة وتحدد أهمية وأولية الأفكار المطروحة للدراسة. كما أنّ الرابطة تهتم بالمشكلات والقضايا الآنية، ففي السنوات الأخيرة واكبت الرابطة القضايا المعاصرة، مثل قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف، والحوار والتعامل مع الأقليات المسلمة، وتصحيح صورة الإسلام في الغرب، والفتن والنزاعات الموجودة في بلاد العالم العربي والإسلامي، وكل هذا يستدعي منا في الرابطة التركيز في الأوليات، فمثلاً عندما عقدت الرابطة مؤتمر مكافحة الإرهاب العام الجاري كانت من نتائجه وضع برنامج عالمي لإقامة عدد من المؤتمرات في عدة مواقع، لذا فإن الأولية وأهمية الموضوع واتجاهات الإحداث العالمية الخاصة بالمسلمين معايير نركز فيها في اختيار الموضوع، أما بالنسبة إلى المشاركين فإن الرابطة تحرص على مشاركة المتخصصين في موضوع المؤتمر، ففي مؤتمر هذا العام تمت دعوة عدة جهات متخصصة في مجال الإعلام والشباب. إستراتيجية الرابطة جاهزة.. وسنعيد النظر في الهيئة العالمية للإعلام لتنطلق بقوة رسالة مهمة * فيما يتعلق بإشاعة توصيات المؤتمر ومتابعة ما نفذ، ما رؤية الرابطة بهذا الشأن؟ - انعقاد المؤتمر في حد ذاته رسالة مهمة، فحينما تنطلق أعماله وتعلن نتائجه وتوصياته وبياناته وما يجري داخل جلسات المؤتمر من نقاشات ومداخلات وتعليقات كل ذلك يذاع عالمياً، ثم تقوم الرابطة بتوزيع تلك التوصيات على الجهات المختصة الرسمية وغير الرسمية بما في ذلك السفارات العاملة في المملكة، أيضاً هناك لجان للمتابعة ودراسة آلية التطبيق وترجمة التوصيات بعدة لغات لتوزيعها، فدور الرابطة التبليغ، وكثير من توصيات مؤتمرات الرابطة تستفيد منها المكاتب والمراكز الإسلامية في الخارج. فمثلاً في مؤتمر الفتوى الذي عقدته الرابطة بإشراف المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة كانت من نتائجه أن تلك التوصيات أصبحت مرجعاً يعتمد عليه، من قبل الجهات المعنية بالفتوى في العالم الإسلامي، وقد ترجمت التوصيات إلى عدة لغات ونشرت بشكل واسع في كثير من المطبوعات؛ لأنّ فيها جوانب مهمة تتعلق بضوابط الفتوى وكيفية تصدي المفتي لما قد يعترضه من مشكلات، وفيما يتعلق بمؤتمر مكافحة الإرهاب الذي نظمته الرابطة، فكثير من الجهات المعنية اعتمدت التعريف الذي أصدرته الرابطة من خلال المؤتمر، ونجد كثيراً من العلماء والجهات الإسلامية التي تريد الخير تتقبل تلك التوصيات وتعمل بها، وربما هناك جهات لا تتقبل بتلك التوصيات، كالجماعات المتطرفة التي لا ترتاح لما يصدر، وما يهمنا هو وصول الرسالة إلى جميع المسلمين، وأذكر في مؤتمر بروكسل في بلجيكا وقد شاركت فيه شاركت عدة شخصيات من غير المسلمين ونخب متعددة الاتجاهات، وقالوا بعد أن شاهدوا النقاشات والحوارات أنّ هذه ليست الرؤية التي عرفناها عن الدين الإسلامي. إقرار الإستراتيجية * نعرف أنّ الرابطة أعدت إستراتيجية جديدة لها..أين وصلتم في هذا الشأن؟ - الإستراتيجية انتهت الرابطة من إعدادها، ولم يبق إلاّ إقرارها، فكل اللجان التحضيرية قدمت ما لديها، ونحن أمام خيارين، إما أن نعرضها مباشرة على المجلس التنفيذي، ومن ثم للمجلس الأعلى، وإما دعوة الشخصيات المتخصصة من أنحاء العالم الإسلامي ممن لهم اهتمام ودراية بأعمال الرابطة ولهم صلة بالمؤسسات الإسلامية، بحيث نأخذ ملاحظاتهم وأفكارهم للاستفادة منها قبل عرضها على المجلس التأسيسي للرابطة. مؤسسة شعبية * ماذا عن الأعمال التي تشغلكم في الرابطة خارج إطار مؤتمر مكة المكرمة؟ - الرابطة صدى للعالم الإسلامي، لأنّها أسست لتكون مؤسسة شعبية تعنى بشأن المسلمين في كل أنحاء العالم، وتنسق فيما بينهم من جهود لمواجهة المشكلات التي تواجههم، فأعمال الرابطة صدى لواقع العالم الإسلامي، والواقع اليوم مؤلم من حيث الفرقة، والاختلاف، والإرهاب، والنزاع، والطائفية، والتطرف، والتخلف، في كثير من المجالات، ولا يمكن للرابطة ولا للمؤسسات الإسلامية وحدها أن تواجه تلك المشكلات والقضايا، فهي تحتاج إلى نظرة أمة، لكن الرابطة تعطي أولية للقضايا المعاصرة، مثل الإرهاب، والطائفية، التي تدعم - للأسف - من بعض الدول والجماعات، وأيضا تهتم الرابطة بمكانة العلماء وكيف يكون لهم تأثير في مجتمعاتهم؛ لأنّ الأمة إذا تركت الجانب الشرعي والعلماء هم المعنيون بهذا الجانب ضعفت ضعفاً كاملاً، وتركز الرابطة كذلك في التنسيق مع الجامعات والمراكز والمنظمات الدولية الإسلامية في مختلف العالم الإسلامي، في مواجهة القضايا التي تهم الأمة، ونحن وإن كانت العقبات كبيرة لكن الأمل يحدونا إلى تحقيق عمل أفضل، وأن نخرج من كثير من هذه الفتن، ونحن ننظر لجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نظرة اعتزاز وتقدير، والمسلمون يقدرون هذه الأعمال، وهو أمر يقوي الأمل في نفوسنا جميعا لمواجهة مشكلات الأمة لإصلاح أوضاعها.