توافد العشرات من جموع المعزين منذ الثامنة والنصف صباحا امس الإثنين على صالة الغتم بالرفاع الشرقي لتقديم واجب العزاء في شهيد الواجب والوطن عبدالمنعم علي حسين، حيث جاء المعزون بكل طوائفهم واطيافهم من ابناء البحرين ليشاركوا والد الشهيد واسرته احزانهم في مصابهم الاليم، ليؤكدوا ولاءهم لجلالة الملك وللقيادة وليشددوا على لحمة نسيج المجتمع البحريني وانهم بكل عزم واصرار ماضون في مواجهة التحديات، وقد عبروا عن سعادتهم بان الشهيد سجل بحروف من نور اسمه في سجل الخالدين لمملكة البحرين، وانه لبى نداء الوطن في المشاركة بالدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق. وقد تحدث بعض الحضور من المعزين عن الشهيد عبدالمنعم علي حسين ومآثره وسماته الشخصية.. فماذا قالوا؟ د.مصطفى السيد الامين العام للمؤسسة الخيرية الملكية: في البداية يقول نفتخر بهذا الشاب كمثل اعلى ونموذج يحتذي لشباب البحرين حيث كان يتسم بالاخلاق العالية وبالحكمة ورجاحة العقل، وقد اطلعني والده على نجاحاته وتفوقه بالفيديو حيث احرز المرتبة الاولى في دورة دراسية عسكرية بالامارات وكرمه جلالة الملك بحضور وزير الدفاع وقد لمست ورايت ان هناك معنويات عالية عند اهل الشهيد وانهم يفتخرون بان ابنهم قدم خدمة للوطن وهذا يعكس مدى الوفاء والاخلاص وامتدادهم للقيادة وانهم جزء من جلالة الملك وانهم ابناؤه ويقدمون تضحيات رخيصة لنيل شرف الشهادة. وتابع: انا متاكد ان سمو الشيخ خالد بن حمد حيث كان تابعا ضمن افراد كتيبته والجهات الرسمية في قوة الدفاع لن يكرموهم فقط بل ستحفر اسماء هؤلاء الشهداء في قلوبهم بحروف من ذهب، وتكريمنا في المؤسسة هو رعاية ابناء واسر الشهداء كل يوم في دراستهم وصحتهم وكافة احتياجاتهم الحياتية والمعيشية، ومسؤوليتهم الآن انتقلت الى جلالة الملك، واكبر تكريم لهم انهم اصبحوا ابناء جلالة الملك وتقديم الرعاية الكاملة، وزيارتي هذه لتقديم واجب العزاء الى اسرة الشهيد عبدالمنعم وتقديم تقدير وعزاء سمو الشيخ ناصر بن حمد للتأكيد على مساندتهم ووقوفنا معهم دائما. جده: كنا نستعد لإقامة عرس له لكنه عريس في السماء وهذا قدر الله. من جانبه قال جد الشهيد الحاج حسين احمد الحمد لله رب العالمين ونشكر الله على ماكتبه لنا، ونسأل من الله ان يحفظ البحرين ملكا وشعبا وان يجعلها دائما وابدا في امن وخير واستقرار، وكلنا نفدي الملك والبحرين العزيزة التي نعيش فيها ونتمنى الشهادة على ارض البحرين في سبيل امنها واستقرارها ومن حبنا لها ولجلالة الملك،مضيفا: نحتسبه عند الله وهو لم يتحاوز 21 عاما وكنا نستعد لاقامة عرس له ولخطيبته ولكن امر الله وراضون بقضائه وقدره والد الشهيد: ابني حاز المرتبة الاولى في دورات المظليين والقناصة والالغام وكان طموحاً لأبعد الحدود ومن جهته بين والد الشهيد قائلا: نجلي عبدالمنعم كان يبلغ من العمر 21عاما وله اختان أخريان واخ صغير عمره عامان، وكنت اعمل بقوة دفاع البحرين وتقاعدت وبمجرد ان التحق عبدالمنعم بالعمل بها، ومهما اصف اخلاق وتدين ابني فلن اعطيه حقه، فكان يعطف على الصغير ويحنو على الكبير وكان قانعا وراضيا بما قسمه الله له في حياته، في قوة دفاع البحرين تقاعدت حيث كنت اعمل بها ايضا، وكان الشهيد عبدالمنعم لم يتجاوز فترة عمله بقوة دفاع البحرين عامين فقط وكان متفوقا في كل الدورات العسكرية التي حصل عليها، حيث حصل على المرتبة الاولى في دورة المظليين والقوات الخاصة والقناصين وازالة الالغام والمتفجرات، كما حصل على دورة عسكرية في بريطانيا لمدة شهر في مهمة تدريبية وحصل على المرتبة الاولى ايضا، وكان انسانا متفوقا وطموحا ولا يرضى الا بالترتيب الاول في عمله، وكانت لديه عزيمة قوية، وكان لا يتحدث كثيرا بل كانت افعاله اكثر، وقد جاءت مساء امس الاول الاحد وفود كثيرة من عائلات للعزاء لانه ليس ابني فقط هو ابن كل بحريني. عم الشهيد: ابن اخي نال الشهادة وهو فخر لنا وسيبقى رمزاً وتاجا على رؤوسنا إلى يوم الدين أما عم الشهيد جبر حسين احمد فيقول وهو يذرف الدموع: عبدالمنعم ابن اخي وكان اكثر من ابنائي المقربين لي، وكنت احبه مثل اي ابن من ابنائي قد التحق بقوة الدفاع وتدرب على يدي حيث انني اعمل مدربا بقوة دفاع البحرين، وخلال فترة التدريب الاولية ثم انتقل الى عمله الجديد بالحرس الملكي وكان يستشيرني في بعض الامور. وتابع: وقد رباه والده على الخلق الحسن والتمسك بدينه وكانت لا تفوته صلاة، وله جد ربى اولاده خير تربية، وكان زملاء عبدالمنعم يعتبرونه اخا وصديقا وعزيزا على قلوبهم جميعا، وقد اخذ عدة دورات عسكرية فحصل على المرتبة الاولى في دورة مركز التدريب ثم دورة القوات الخاصة بالحرس الملكي وحصل على المرتبة الاولى ايضا، ثم حصل على دورة ازالة الالغام والمتفجرات وايضا نال الترتيب الاول، كما حصل على دورة القناصين ونال المرتبة الاولى ايضا، كما تم ايفاده الى بريطانيا وحصل على شهادة وتكريم خاص من البريطانيين انفسهم لانه يعتبر اول فرد يصل الى قمة جبل بدون استخدام الاوكسيجين وقد منحوه وسام لجرأته وشجاعته، وزاد: وقد اختاره سيدي الرائد خالد بن حمد في ضمه الى قوات الانتشار السريع ليكون ضمن كتيبته، والحمد لله كان الاختيار ان يسافر الى اليمن ونحن وجهناه والحمد لله انه نال الشهادة وهذا فخر لنا، ولقى الشهادة في سبيل ذلك وسيبقى رمزا وتاجا على رؤوسنا الى يوم الدين. مدرب الشهيد في العاب القوى: دربته 12 عاما بنادي الحالة وحاز المرتبة الاولى في ضاحية الاشبال عام 2007 ومن ناحيته راى مدربه في العاب القوى بنادي الحالة محمد احمد النهام قائلا: اعرف عبدالمنعم منذ ان كان عمره 10سنوات وكنت اعتبره احد ابنائي وهو مثال ونموذج طيب لكل شاب وخلوق وطموح ومتدين وكل الناس وجيرانه يحبونه لاخلاقه وسلوكياته الطيبة، وكان يحترم الجميع صغيرا وكبيرا مواطنا ووافدا، فبادلوه حبا بحب وكان مطيعا لوالديه وبارا بهما وكان عطوفا على اخوته، وكان كريما ومعطاء بلا حدود لاسرته واهله وكان يجود بما لديه ولا يفكر في نفسه. وتابع: ومنذ صغره مواظبا على الصلوات في المسجد رغم ان البعض من اقرانه وخاصة في سن المراهقة قد يتكاسلون عن اداء الصلاة في المسجد او ينشغلون باشياء اخرى ولكن الشهيد عبدالمنعم كان شخصا مستقيما ولا نزكيه على الله، وكان مختلفا في كل شيء، وفي عمله كان طموحا، وكنت ادربه رياضة العاب القوى في نادي الحالة بالمحرق وقد لعب جميع القفئات بدءا من الاشبال الضاحية، وكان انسانا محبوبا في كل النادي، فضلا عن انه كان عنيدا ولا يرضى الا بالمرتبة الاولى في كل شيء فكان متفوقا في الرياضة وفي عمله بقوة دفاع البحرين كذلك، وناجحا في كل شؤون حياته. وزاد: وقد التقيته قبيل سفره الى اليمن بثلاثة ايام وكان الوداع الاخير بيننا في المسجد، حيث كان في اجازة وقال لي اتصلوا بي في العمل لاقطع الاجازة لاني ساسافر الى اليمن للانضمام الى قوات التحالف العربي واستودعته حينئذ ولو عرفت انه الوداع الاخير لمكثت معه اكبر فترة ممكنة، لذلك فقد حزنت لفراقه حزنا شديدا، وكان قد بدا في نادي الحالة بالمحرق عام 2005وفي عام 2007 حصل على بطولة الناشئين في الضاحية على مستوى البحرين وتم تكريمه من اتحاد البحرين لاالعاب القوى ومن النادي، ومهما قلت عنه ساكون مقصرا في حقه، وكان انسانا محبا للخير، وقد انضم للنادي قبل 12عاما وكان يشارك معنا بتدريبنا بالاستاد الوطني بمدينة عيسى، وكنت له بمثابة الاب والاخ وليس مدربه فقط، وكان لتعامله الراقي مع الجميع اثر في الكل لقلبه الكبير حيث كان يبادر بمساعدة وتعليم غيره من زملائه او من الناشئين، ولذلك انتابت حالة من الحزن بين اللاعبين والمدربين ومسؤولي النادي ورئيس مجلس الادارة جاسم رشدان والرئيس التنفيذي رجب لطفي وامين السر احمد بوحمود لما كان للاعب الشهيد عبدالمنعم علي من مكانة في نفوس الجميع. وأشار العضو بمجلس الشورى خميس الرميحي: الى اننا لا نعزي والد الشهيد بل نهنئه ونعزي انفسنا استشهاده ونسال الله ان يتقبله عنده ضمن الشهداء والصالحين ان شاء الله، ولا شك ان كل معركة وواجب لابد من تضحيات دائما تكون كبيرة، لكن الاخوة في قوة دفاع البحرين وفي التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لا شك ان الواجب الذي يقومون به واجب مقدس وللآسف الشديد من اراد ان يسرق اليمن العربي ويسلخه من محيطه ولكن باذن الله تعالى لن يتحقق مرتاده فاليمن عربيا وستبقى عربيا الى ماشاء الله ان يكون، ولا شك كما تعلمون ان اليمن هو اصل العرب ولذلك فان العرب حينما يقومون بالدفاع عن اليمن فهو واجب وطني وقومي واخلاقي وديني، فلذلك لا يمكن لهذه القوات ان تتراجع نتيجةاستشهاد عدد من جنودها بل سوف يكون ذلك اصرارا ودافعا على المضي قدما نحو النصر باذن الله تعالى. وقال الشيخ جاسم السعيدي النائب السابق: الحقيقة ان الابن عبدالمنعم نحسبه شهيدا عند الله سبحانه وتعالى واعتبره من ابنائي الذي ترعرعوا في بيت من بيوت الله منذ نعومة اظفاره حيث كان طفلا صغيرا، وحتى بلغ هذا العمر واصبح عسكريا وشرف البحرين ودول الخليج اجمع، ولا شك انه من اعظم الفرص اليوم اننا نجد شهداء لهذا الوطن المبارك ليذودوا عنه في المحن، ولذلك نحن فرحون باستشهاد ابنائنا وبالاخص الابن عبدالمنعم فهو احد ابنائي الذين درسوا على يدي منذ الصغر بمسجد ذو النورين بالرفاع، وكان من ابدع واجرأ الشباب ولذلك نعتبره عزا وقوة في هذا الجانب.