×
محافظة المنطقة الشرقية

نماذج من نشر الآيديلوجيا الإيرانية والإخوانية في جنوب شرق آسيا

صورة الخبر

لا تزال تداعيات أزمة اللاجئين وردود الفعل المتفاوتة إزاء توزيعهم بين دول أوروبا وواقع حياتهم في بعض الدول المجاورة تهيمن على افتتاحيات ومقالات جل الصحف البريطانية الصادرة اليوم. فقد انتقدت افتتاحية صحيفة الغارديان خطط رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لإيواء اللاجئين الذين يحتاجون إلى ملاذات آمنة، وقالت إنه بهذا العدد الذي أعلنه (عشرين ألفا) يقلل من شأنهم. وأوضحت الصحيفة أن هذا التحول المفاجئ في عاطفة كاميرون -الذي شددت حكومته في مارس/آذار الماضي قواعد اللجوء أمام السوريين- لإيواء "عشرين ألف سوري إضافي" قد يبدو عددا معتبرا لأول وهلة، لكنه ليس كذلك لأن كاميرون أضاف إلى ما قاله إن هذا العدد ليس حصة فورية في أزمة عاجلة بل هو إجمالي مستهدف على مدى السنوات الخمس لهذا البرلمان. وعقبت الصحيفة على ذلك بأن هذا العدد يتناقض تماما مع ما يقارب نفس العدد الذي وصل إلى محطة ميونيخ الألمانية في نهاية الأسبوع الماضي فقط. ومن جانبها، علقت إندبندنت في افتتاحيتها بأن على بريطانيا أن تقبل أعداداً أكبر بكثير مما التزمت به حتى الآن، وأن هذا ما كان ينبغي أن تفعله منذ وقت طويل بحكم أنها واحدة من أغنى دول العالم. ورأت الصحيفة أنالعدد الذي أعلن كاميرون قبوله استجابة غير كافية ماديا وأخلاقيا قياسا بدول أخرى فقيرة ومحاصرة مثل لبنان والأردن وفرت ملجأ لملايين اللاجئين، وألمانيا التي فتحت أبوابها لأضعافالعدد الذي أعلنه كاميرون،وبريطانيا نفسها التي استقبلت أرقاما أكبر بكثير في هجرات جماعية سابقة من أوغندا وفيتنام وكوسوفو. أطفال سوريون يعملون في محلات لبنانية نتيجة عجز عائلاتهم اللاجئة عن تأمين متطلبات الحياة لهم(الجزيرة) وفي زاوية أخرى بالصحيفة نفسها جسّد مقال للكاتبة فينيشيا رايني الواقع الكئيب لأكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري في لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه نحو أربعة ملايين، إذ تقول هبة سيد (واحدة من اللاجئين) إنها على استعداد للمخاطرة بركوب البحر لأن الحياة في لبنان لا تطاق، لكن الرحلة تتكلف نحو خمسة آلاف دولار وليس لديها هذا المبلغ. وتروي الكاتبة أن لبنان أرهقتها هذه الأزمة ومخيمات اللاجئين ليست رسمية مثل التي في تركيا والأردن، حيث يتوفر الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب والملاجئ الواقية من الطقس والكهرباء. وبدلا من ذلك، ينتشر اللاجئون في أنحاء البلد، وغالبا في الضواحي الريفية الفقيرة، مما يضطرهم للاعتماد على الصدقات من منظمات الإغاثة التي لا تكفي، وهو ما اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى تقليص فواتير الغذاء للاجئين السوريين في لبنان إلى النصف. ومن صحيفة ديلي تلغراف كتب ديفد بلير أن الحرب الأهلية في سوريا في أشهرها الأولىأجبرت عشرين ألف سوريعلى الفرارمن حكم بشار الأسد، ومن سخرية الأقدار أنه العدد نفسه الذي تستعد بريطانيا لقبوله الآن. معاناة اللاجئين السوريين بالأردن لعدم توفر الأدوية(الجزيرة) ثم توالت موجة المد في نهاية عام 2012 حتى وصل العدد إلى أربعمئة ألف، وبعد عام واحد بلغ 1.5 مليون، وبحلول ديسمبر/كانون الأول2014 كان العدد ثلاثة ملايين، واليوم هناك أربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة، و6.5 ملايين داخل سوريا نفسها. وعلق الكاتببأن هذا هو الحطام الذي أفرزه "صراع الأسد لإخضاع شعبه والتعصب الذي يمثله تنظيم الدولة". وبالنظر إلى هذا العدد الهائل من الذين أُخرجوا من ديارهم فليس من المفاجئ لأحد أن يتجه الآلاف إلى أوروبا. ويرى الكاتب أن هذه المأساة التي تقف الآن على أبواب أوروبا أفرزت درسين واضحين:الأول هو أن ترك الأحداث في سوريا لتأخذ مجراها -الذي كان في الواقع من اختيار أولئك الذين عارضوا بشدة أي شكل من التدخل المسلح- كان أقرب إلى فشل أخلاقي له عواقبه الضارة البادية الآن. والدرس الثاني الالتفات إلى الدول التي اضطرت للعيش مع معاناة سوريا من البداية. فقد تمكن الأردن -دون أن يلاحظ العالم الغربي- من وقف التدفق عبر الحدود، حيث قفز عدد اللاجئين فيه من 120 ألفا إلى 570 ألفا خلال عام 2013، واستقر العدد منذ ذلك الحين عند ستمئة ألف، والسبب في ذلك -كما تعزوه وكالات الإغاثة- يرجع إلى تشديد الرقابة على الحدود. أما مقال صحيفة فايننشال تايمزفقد شكك في نجاح أوروبا في ما وصفه باختبار القيم بشأن اللاجئين، وقال الكاتب غيديون راشمان إن المستشارة الألمانية كانت محقة في أن أزمة اللاجئين الحالية تجبر أوروبا على النظر في ما إذا كان بإمكانها أن ترقى إلى قيمها المعلنة. وأشار الكاتب إلى أن أزمة اللاجئين الحالية تطالب الأوروبيين بالارتقاء إلى مستوى قيمهم بطرق من المرجح أن تكون مكلفة وغير مريحة، ويمكن أن تسرع حدوث تغييرات اجتماعية بعيدة المدى.