رأت المستشارة الألمانية انغيلا مركل أمس، أن التدفق الكثيف للمهاجرين «سيغيّر» ألمانيا، متعهدةً بالعمل على أن يكون هذا التغيير «إيجابياً». وصرحت مركل في مؤتمر صحافي أن «ما نعيشه أمر سيشغلنا في السنوات المقبلة وسيغير بلادنا، ونريد أن يكون هذا التغيير إيجابياً ونعتقد أن بوسعنا تحقيق ذلك». وعبّرت المستشارة الألمانية عن «ارتياحها لأن ألمانيا أصبحت بلداً يربطه الناس بالأمل وهذا أمر ثمين جداً إذا نظرنا إلى تاريخنا». وصرح مصدر أوروبي أمس، أن المفوضية الأوروبية ستقترح على ألمانيا وفرنسا استقبال 30 ألف لاجئ و24 ألف لاجئ على التوالي للتخفيف عن الدول الـ3 التي تواجه في الصف الأول تسارع تدفق المهاجرين، وهي: إيطاليا واليونان وهنغاريا. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «المفوضية الأوروبية ستقترح توزيع 120 ألف لاجئ (على دول الاتحاد) في السنتين المقبلتين، ما سيمثل 24 ألف لاجئ لفرنسا، وسنفعل ذلك». وقال المصدر الأوروبي إن رئيس المفوضية جان كلود يونكر سيتقدم بهذا الاقتراح أمام البرلمان الأوروبي غداً. وسيُضاف هذا الاقتراح على 40 ألف لاجئ أُعلن عن إيوائهم في أيار (مايو) الماضي، ولم يكن يشمل سوى إيطاليا واليونان. ويقــــضي الاقتراح الجديد بأن تستقبل ألمانيا 26,2 في المئة من اللاجئــين وفرنــسا 20 في المئة وإسبانيا 12,4 في المئة أي 14 ألفاً و931 مهاجراً، وهي النسب الأعلى في توزيع هؤلاء. ويُفترَض أن تستقبل فرنسا حوالى 10 آلاف مهاجر نزلوا على السواحل اليونانية، و10 آلاف و800 وصلوا إلى هنغاريا و3100 وصلوا إلى إيطاليا. أما ألمانيا فيفترض أن تستقبل حوالى 13 ألفاً و200 لاجئ وصلوا إلى اليونان و14 ألفاً و100 من المجر وأكثر من 4 آلاف وصلوا إلى إيطاليا، وفق المصدر الأوروبي. في سياق متصل، أبدت قبرص استعدادها لاستقبال حوالى 300 مهاجر من الشرق الأوسط وفقاً لنظام توزيع اللاجئين الجديد في الاتحاد الأوروبي لكنها تفضل أن يكونوا مسيحيين. وقال وزير الداخلية القبرصي سوكراتيس هاسيكوس إن صغر حجم اليونان يفرض عليها قدرة استيعاب محدودة، «سبق أن أعلنا أننا نستطيع استقبال ما بين 260 إلى 300 شخص كحد أقصى. يتعين على الجميع (دول الاتحاد الأوروبي) أن يشارك». وأضاف: «نسعى لأن يكونوا مسيحيين أرثوذكس، الأمر لا يتعلق بأن نكون غير إنسانيين أو عدم مد يد العون إذا دعينا إلى ذلك لكن لنكون صادقين. نعم هذا ما نفضله». واعتبر هاسيكوس أنه سيكون أسهل بكثير على المسيحيين أن يتأقلموا مع الحياة في قبرص. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوربان إن بلاده لا تعتزم إطلاق النار على المهاجرين إذا حاولوا اجتياز سياج حدودي جديد على حدودها الجنوبية وإنها مستعدة للدخول في محادثات في شأن الحصص الأوروبية لاستقبال اللاجئين بمجرد إغلاق الحدود. وكرر أوربان في مقابلة تلفزيونية موقفه بأن مهاجرين كثيرين يتدفقون على بلاده من مناطق الأزمات في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا بدافع الفقر لكنهم ليسوا لاجئين حقيقيين. وقال: «نحمي أوروبا وفقاً للقواعد الأوروبية التي تنص على أنه لا يمكن عبور الحدود إلا في مناطق محددة وبطريقة منضبطة وبعد التسجيل». ورداً على سؤال عما إذا كان الجنود على الحدود سيتلقون أوامر بإطلاق النار، قال: «ليس ضرورياً لأنه سيكون هناك سياج لا يمكن اجتيازه. ويجب اعتقال من يريد اجتياز السياج ومحاكمته. لن يكون استخدام السلاح ضرورياً». وحول إمكانية موافقة المجر على نظام الحصص، قال أوربان: «إذا لم تغلق أوروبا حدودها الخارجية فلا معنى للحديث عن حصص. عندما نغلق حدودنا الخارجية ونوقف الهجرة غير الشرعية يمكننا الحديث عن أي حل». ورأى أن على الاتحاد الأوروبي تقديم دعم مالي لتركيا ودول أخرى لمساعدتها في التعامل مع تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول لأوروبا. في غضون ذلك، أعلنت شرطة المرافئ اليونانية أن عبّارة يونانية أنقذت أمس، 61 مهاجراً مهددين بالغرق قبالة جزيرة ليسبوس في بحر إيجه، المحطة الأولى في رحلة عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا إلى أوروبا الغربية. في المقابل، أفاد مركز العمليات التابع إلى خفر السواحل الإيطالي بأن ما لا يقل عن 20 شخصاً لقوا حتفهم غرقاً في مياه المتوسّط قرابة جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية بعد غرق قارب مطاطي كان يقلّهم، في حين أُنقِذ 107 آخرين. إلى ذلك، جُرح 5 أشخاص نتيجة اندلاع حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا أمس، بعد رصد حريق سابق في مأوى آخر ليلاً. وفتحت الشرطة تحقيقاً في أسباب اشتعال الحريقين اللذين وقعا بعد سلسلة من حرائق متعمدة استهدفت مساكن لاجئين. وأفادت الشرطة أن أحد الحريقين دمر عشرات المنازل النقالة وأدى إلى إجلاء 80 شخصاً في روتنبورغ في مقاطعة بادن-فورتنبرغ الغربي. واستُدعي أكثر من 100 رجل إطفاء لإخماد النيران. وأُصيب الأشخاص الخمسة بجروح بعد أن قفزوا من النوافذ أو نتيجة استنشاق الدخان. ووقع الحريق الآخر في مبانٍ كانت تُعدّ لإسكان لاجئين في بلدة ايبليبن في مقاطعة ثورينغيا في شرق البلاد، ولم يسفر عن إصابات. ولم تستبعد الشرطة أن يكون احراق المباني متعمداً. من جهته، قال رئيس حكومة بافاريا العليا الألمانية كريستوف هيلنبراند أمس، إنه يُتوقع وصول 2500 لاجئ إلى ألمانيا عن طريق النمسا وهنغاريا بحلول ظهر أمس. مؤتمر باريس وبموازاة الخطط المطروحة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا تستضيف باريس اليوم مؤتمراً دولياً لإقرار خطة لحماية الأقليات في الشرق الأوسط والسعي إلى تقليص نزوحها مع العمل على تسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم. ويُعدّ المؤتمر الذي يشارك فيه ٥٦ وفداً، بينها وفود تمثل دول مجلس التعاون الخليجي ودول عدة في المنطقة مثل لبنان والأردن والعراق وتركيا ومنظمات دولية وجهات معنية مثل الفاتيكان، امتداداً للاجتماع الذي عُقد في مجلس الأمن في آذار (مارس) الماضي بمبادرة من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن الهدف من المؤتمر هو الانتقال من مرحلة التحليل الى مرحلة العمل استناداً الى اهتمام المجتمع الدولي بتعددية الشرق الأوسط وتعبئة القدرات للحفاظ عليها في مواجهة الإرهاب.