×
محافظة حائل

مسن يناشد إنهاء معاناته والتكفل بعلاج قلبه

صورة الخبر

مريم المنصوري، اسم سيظل خالدا في ذاكرة التاريخ، اسم أول امرأة عربية تقود طائرة حربية، وأول امرأة تلتحق بالجيش في البلاد العربية، وأول امرأة تشارك الجيش العربي في معركة حربية، وهي المرأة الوحيدة التي تقاتل ضمن جيش التحالف. أن يكون بين صفوف الجيش العربي امرأة تقاتل، وأن تكون هذه المرأة قائدة لطائرة حربية تقصف العدو وتشعل الحرائق على أرضه، هو أمر جديد على الذهنية العربية المعاصرة، التي اعتادت عبر قرون طويلة ألا ترى في المرأة سوى الضعف والخوف والحاجة إلى الحماية، لذلك ترى بعضا من الناس بيننا، ما زالوا إلى الآن غير قادرين على تقبل هذه المسألة وعاجزين عن التفاعل معها بشكل سليم! هناك من لا يزال يعسر عليه أن يرى شجاعة مريم، ومهاراتها القتالية، وقوة روحها المعنوية، ويظل لا يرى منها سوى أنها (أنثى) تفتح شهيته للزواج!! في مقطع فيديو يتداوله الناس عبر الواتساب تستمع إلى مغن يمني، يعلن تعلق قلبه بمريم ويبدي رغبته في خطبتها!! هكذا لقنته الحكايات القديمة، أن المرأة عندما تتميز في شيء تكون مكافأتها، أن تطلب للزواج!! لتكن المرأة شجاعة، أو قوية، أو ذكية، أو عالمة، أو أي صفة أخرى، لتكن ما تشاء، هي في نهاية المطاف، لن تجد سعادتها إلا في كنف زوج (يسترها) ويرعاها ويحميها، مفهوم توارثته الأجيال، حتى بات راسخا في الأعماق القصوى من صدور كثير من الناس! هل سمعتم أحدا أثنى على مريم لشجاعتها؟ أو لمهارتها في القتال؟ أو لقوة روحها وصلابتها وشدة بأسها؟ هل سمعتم أحدا أثنى على مريم لأنها حطمت الصورة النمطية للمرأة، تلك الصورة المهلهلة الباهتة التي لا يبرز فيها سوى العجز والجبن والسطحية؟ وهل سمعتم أحدا أبدى تقديرا لمريم كونها أثبتت لكثير من الجاهلين خطأ ما كانوا يرددونه من وجود نقص فطري في كفاءة المرأة وقدراتها؟ أو هل سمعتم أحدا أبدى خجلا أو اعتذارا عما سبق أن قاله حول تأصل الخوف والعجز في فطرة المرأة، بعد أن رأى مريم تقلب أمامه موازين تقديراته، فصارت هي التي تخيف الرجال حتى أخذوا يفرون منها كفئران مذعورة؟ لا يظن أحد منكم، أن الغاية هنا، حث النساء على الاقتداء بمريم في الالتحاق بالجيش، فهذا اختيار شخصي، وكل امرأة هي الأقدر على معرفة ما هو أصلح لها، الغاية المرادة، هي إلقاء الضوء على حقيقة فطرة المرأة، التي يعمد كثيرون إلى تشويهها بسلبهم منها كثيرا من مقومات البشر الكريمة. تحية شكر وإكبار لمريم، التي أثبتت للعالم أجمع أن المرأة ليست عاجزة، بل قادرة، متى أرادت.