ميز نظام الإقامة من يكون متزوجا من مواطنة سعودية عن غيره من غير السعوديين المقيمين للعمل في المملكة بأن اعتمد كتابة «زوج مواطنة» في خانة «العمل» وهو ما يعني أن كفالته مبنية على هذه العلاقة الأسرية التي لا تجعله مكفولا من جهة عمله ولا تجعل جهة عمله مسؤولة عن إقامته، وهي ميزة تحميه من تحكم جهة عمله في صلاحية إقامته واستحقاقه لها إن شاءت جددت عقده وإن شاءت أنهت ذلك العقد وأرجعته إلى البلد الذي استقدمته منه. غير أن المشكلة التي تترتب على ذلك أن علاقة ذلك الزوج بعمله تظل علاقة غائبة، فالوثيقة الأساسية والمعتمدة والمتمثلة في الإقامة لا تحمل أي إشارة إلى عمله مما يجعله عاجزا عن تمثيل جهة العمل تمثيلا كاملا حتى لو كان رئيسا للشركة التي يعمل لديها. ووضع عبارة «زوج مواطنة» في المكان الذي جرت العادة على أن يوضع فيه مكان العمل يذكرنا بتلك القصة الطريفة التي تتحدث عن زيارة الرئيس السوفييتي نيكيتا خروتشوف لبريطانيا وكان في استقباله عدد من المسؤولين البريطانيين وعلى رأسهم الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا والذي تم تقديمه لخروتشوف باعتباره «زوج الملكة» فسأل خروتشوف بسخريته المعهودة: وماذا يعمل؟ فكرروا عليه: زوج الملكة، وعندها قال خروتشوف: أعرف هذا ولكن ماذا يعمل في النهار؟. لذلك كان من الأولى أن يكون مكان عبارة «زوج مواطنة» هو الحالة الاجتماعية، أما خانة العمل فتكون لطبيعة عمله مهندسا أو مدرسا أو طبيبا أو مزارعا، وذلك كي نعرف ماذا يعمل في النهار كما قال خروتشوف.