اتهمت وسائل إعلام رسمية سورية «جبهة النصرة» باغتيال الشيخ الدرزي وحيد البلعوس المعارض للنظام السوري وقائد «مشايخ الكرامة» في السويداء جنوب البلاد، في وقت أُفيد بقيام ميلشيات شيعية باقتحام سوق للسنّة في حمص وسط البلاد وسط استمرار المعارك بين القوات النظامية والميلشيات من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى في الزبداني شمال شرقي دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس انه «تأكد مقتل 31 مواطناً بينهم الشيخ وحيد البلعوس وطفل و5 مواطنات، جراء تفجير استهدف الشيخ البلعوس في منطقة ضهرة الجبل بضواحي السويداء وانفجار آلية مفخخة في منطقة المشفى الوطني، اضافة الى مقتل ستة من عناصر قوات النظام، في هجوم على فرع الأمن العسكري». من جهتها، أوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) خبراً جاء فيه: «ألقت الجهات المختصة في السويداء اليوم (أمس) القبض على الارهابي الوافد أبو طرابه الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي». وقال التلفزيون الرسمي السوري ان أبو طرابه ينتمي الى «جبهة النصرة». ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الامنية في محافظة السويداء «ان الارهابي اعترف بالمشاركة في الاعتداء على فرع الشرطة العسكرية والامن الجنائي ومحاولة الاعتداء على مبنى المحافظة اضافة الى اعمال التخريب والسرقة للممتلكات الخاصة في مدينة السويداء». وذكر الاعلام الرسمي الذي لم يشر الى مقتل البلعوس، من جهته ان الاعتداء اسفر عن مقتل 38 شخصاً وجرح العشرات. وفور انتشار خبر مقتل البلعوس الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الدروز، خرج عشرات المواطنين في تظاهرات احتجاجية أمام مقار حكومية وأحرقوا سيارات وحطموا زجاجا. كما هاجم مسلحون فرع الامن العسكري في المدينة، ما تسبب بمقتل ستة عناصر أمنية، بحسب المرصد. وأشار «المرصد» الى ان المتظاهرين الذين اتهموا النظام بالوقوف وراء مقتل البلعوس «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء». وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعياناً ومقاتلين وتهدف الى حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم. وكانت السويداء شهدت خلال الايام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان انها كانت حظيت بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء. ويشكل الدروز نحو ثلاثة في المئة من الشعب السوري. في وسط البلاد، قال «المرصد السوري» أن «مجموعة من المسلحين من الطائفة الشيعية من قرية المزرعة دهمت سوق الهال في حي القصور في مدينة حمص، وقاموا بإهانة مواطنين وتجار من أبناء الطائفة السنّية في الحي وبطحوهم أرضاً»، مشيرة الى ان « المسلحين قاموا بأخذ أوراق ثبوتية وسرقة أموال كانت بحوزة بعضهم، حيث اعتبر بعض المواطنين الذين تصادف وجودهم في المنطقة مع الحادثة التي جرت في سوق الهال، أن هذا الفعل يهدف لتأجيج الاحتقان الطائفي». وتابع: «علق مواطنون على الحادثة مؤكدين أن مصادرة الأوراق الثبوتية وسرقة الأموال كانت تقوم بها حواجز لقوات الدفاع الوطني في حمص وحماة من أجل الحصول على الأموال». ودارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في الاطراف الشمالية لمدينة الرستن، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد» الذي أشار الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط قرية السعن الاسود بريف حمص الشمالي، فيما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، وسط قصف قوات النظام على مناطق في الحي». وفي ريف حماة المجاور، دارت «اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط منطقة الكافات بريف مدينة سلمية، إثر هجوم للأخير على المنطقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في قرية جرنية العاصي بريف حماه الجنوبي وقصف على منطقة السطحيات»، بحسب «المرصد». وأضاف ان «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في قرى المنصورة والقاهرة وتل جزم والحواش في سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي. وألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة بعد منتصف ليل أمس على مناطق في قرية قسطون بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، ومناطق أخرى في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان الطيران الحربي قصف أمس مناطق في تل الطوقان بمحيط مطار أبو الضهور العسكري المحاصر منذ اكثر من عامين، اضافة الى «قصف الطيران الحربي أماكن في الطريق الواصل، بين بلدتي مرعيان والرامي بأطراف جبل الزاوية، ما أدى لسقوط جرحى بينهم نساء وأطفال». وقتل مقاتلون معارضون «خلال اشتباكات مع قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية المدربة على يد قادة مجموعات في «حزب الله» اللبناني بمحيط بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية»، بحسب «المرصد» الذي قال ان رجلاً قتل تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام عقب اعتقاله منذ نحو عامين، في وقت «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة اريحا جنوب مدينة ادلب ما ادى الى مقتل وجرح 30 مدنياً». في الشمال، دارت اشتباكات متقطعة في محيط منطقة مبنى البحوث العلمية وفي محيط منطقة بنيامين قرب حي حلب الجديدة غرب حلب «بين لواء صقور الجبل وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية الإسلامي من جهة، وقوات المغاوير من «حزب الله» اللبناني وقوات النظام واللجان الشعبية الموالية لها من جهة أخرى، ترافق مع قصف قوات النظام بعدد من القذائف على مناطق في حي الراشدين، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد» الذي اشار الى معارك «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط قرية حور كلس قرب الحدود السورية التركية بريف حلب الشمالي». ونفذت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي ضربات على أماكن في منطقة المليحة بريف بلدة صرين. في الشرق، أعلن «ديوان التعليم» التابع لـ «داعش» في مدينة الرقة عن بدء تسجيل الطلاب الذين يرغبون بالدراسة في المدارس بمناطق سيطرة التنظيم، ضمن منهاج دراسي يتم تجهيزه من قبل التنظيم، حيث تم التحضير لافتتاح 50 مدرسة على الأقل في مناطق سيطرة التنظيم بالرقة، في حين قام عناصر «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية» يوم أمس باعتقال شابين بسبب مخالفة «حلق اللحية»، وتم وضعهما في «القفص الحديدي» عند دوار الدلة في المدينة. في الجنوب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية بالتزامن مع تعرض مناطق في مدينة الزبداني لقصف من قبل قوات النظام ترافق مع قصف الطيران المروحي بما لا يقل عن 12 برميلاً متفجراً على مناطق في المدينة، بحسب «المرصد» الذي قال ان «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الاسلامية من جهة أخرى، في أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كما قتل طفل وسقط عدد من الجرحى، بينهم أطفال جراء قصف قوات النظام بعد منتصف ليل السبت - الاحد بقذيفة هاون على منطقة في بلدة سقبا». وفيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة مضايا القريبة من مدينة الزبداني التي تضم آلاف النازحين، قال «المرصد»: «تتعرض مناطق في حي جوبر لقصف جوي وسط استمرار المعارك «بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى».