موضوع يحمل الكثير من الحساسية، ومن يتحمل مسؤوليته هو السؤال المكرر، والذي يردد بلا توقف، وبعيدا عن تبادل التهم ومن المسؤول عن "سيطرة" المقيم الأجنبي لدينا للعمل في القطاع الخاص خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، السؤال بوضوح هو "كيف سيطر المقيم الأجنبي لدينا على القطاع الخاص في منشآته الصغيرة والمتوسطة؟ رغم أن المقيم هو مغترب وأتى بلا رأس مال أو حتى مستوى علمي "غالبا" أو مهارات أو كفاءة عالية، ولم يأتي للعمل بمنشآت صغيرة أو متوسطة فقد يكون أتى عاملا عاديا، وفي النهاية أصبح يملك مؤسسة أو مؤسسات أو شركة أو شركات أو خلافه، وهو لم يحظى بأي دعم، لا من بنك ولا من صندوق حكومي أو شبه حكومي، ولا قرارات تدعمه حكومية بل تخالفه لأنه يمارس تجارة غالبا هي تستر تجاري، بعكس المواطن الذي يدعم بتوظيف "سعودة" وقد يتطور ليكون صاحب منشأة، ويدعم من بنك التسليف وصناديق كثيرة حكومية، ونعيد السؤال لماذا يسيطر المقيم -إن صحت التسمية- على العمل والتجارة بالقطاع الخاص بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهو لا يحظى بأي دعم عكس المواطن؟! يجب هنا أن نبين ونوضح أن اللوم "برأيي" لا يقع على المواطن فقط، فكثير من الشباب عمليين وناجحون وكل قصص جيدة تقال عنهم، فالمشكلة هي مشتركة حقيقة من عدة أطراف لنكون موضوعيين؛ أولها الشباب فهم يجب أن يقتنعون أن الفرصة والعمل لن يكون سهلا ولن يمهد الطريق لهم، فالطريق شاق وصعب ويجب أن ينحتوا بالصخر فالفرص كبيرة وواعدة إن هم قاموا بدورهم، ولا يردد عبارات الإحباط والفشل المكررة المملة، فعليه أن يعمل ويعمل ولا ينتظر، الطرف الآخر هي الجهات الرقابية والداعمة، فيجب على الجهات الحكومية أن تسهل طريق عمل الشباب بتشريعات تعاقب التستر وجهود وزارة التجارة كبيرة ومهم الأن لكن يحتاج لدور أسرع وشمولية كاملة، وأيضا مواصلة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بدور أكبر ومتابعة، ومساندة الشباب بمواجهة أي عوائق لهم بالقطاع الخاص وهذا مهم، ويكون هناك توازن بين رغبة وحماس وإصرار وقوة الشباب، وبين التسهيل بالطرق النظامية لهم للعمل من تشريعات وتنظيم القطاع الخاص ودعم مستمر، أيضا من المهم تنمية ثقافة العمل لدى الشباب من البيت والمدرسة والمجتمع، فقد رسخ بذهن البعض ولا نزال نردد هذا يليق ولا يليق "بالمواطن" وهنا لا يعني العمل البسيط إهانة أو إذلال أبدا، ونتفهم أن هناك أعمالا لا يمكن القيام بها، ولكن يجب تغيير ثقافة العمل ونواجه التحديات والمصاعب فهي ليست سهلة، ولا يوجد طريق مفروش بالورود وهذا مهم التوعية به وفهمه، المقيم الأجنبي أتى وهو "صفر" وقد يكون مديونا بشراء تأشيرة أو تكبد عناء السفر وغيرها، ويأتي وينجح لماذا؟ السبب إصرار عزيمة إرادة مثابرة إخلاص لعمله محاولة وخطأ واقتصاد وغيرة؛ النجاح لا يأتي بدون هذه المتطلبات لا انتظار الدعم والشكوى المستمرة. من يريد النجاح لا يتحدث عن الفشل مقدما.