يشارك محمد عبدالوهاب، المصور في وكالة فرانس برس، في معرض بعنوان الصومال المسحوقة ضمن فعاليات مهرجان فيزا بور ليماج الفرنسي للتصوير الصحفي، في حدث يسعى من خلاله إلى التأكيد على دوره في الحفاظ على الأمل في بلاده. ويقول المصور على هامش مشاركته في الدورة 27 للمهرجان، في مدينة بربينيان جنوبي فرنسا: عندما أرى داود الصغير وعلى وجهه ابتسامة، يتكىء على عكازين ليركل كرة القدم، أقول لنفسي إنه لا بد من الاستمرار في نقل الواقع والتمسك بالأمل في الصومال. فهذا الصبي (9 سنوات) الذي تسبب له شلل الأطفال بإعاقة قاسية، خلدته واحدة من صور عبدالوهاب في معرض الصومال المسحوقة. ولم يغب داود عن ذهن هذا المصور الذي يبلغ 28 عاماً، وتعلم المهنة بنفسه، حتى أصبح منذ 2011 من كبار مراسلي الوكالات الصحفية في الصومال. ويروي عبدالوهاب: كان الفتى يلعب بالكرة أمام كوخه المتواضع من القش والصفيح، في معسكر سيد للاجئين في مقديشو، وعشية مباريات كأس العالم في كرة القدم في 2014 سألني: هل تريد اللعب معي؟ كان ينضح بالحيوية والنشاط ولا يبالي بإعاقته. والحياة اليومية في الصومال تعني البؤس والفوضى والهجمات. ففي صورة التقطتها كاميرا عبد الوهاب، تبدو إحدى الأمهات وهي تعبر الشارع وتلتفت ناحية سيارة اندلعت فيها النيران في حين تمسك بابنتها التي ارتسم الخوف على وجهها. وفي صورة أخرى، يتحدث رجل مع مجموعة من المتفرجين على الطريق ويدل بيده الممدودة إلى انفجار عنيف آخر. ويظهر في صورة أخرى مهجّرون في ظل شجرة، يجمعون أمتعتهم بعد تدمير مكان إقامتهم. لكن الصور التي يفضلها عبد الوهاب هي صورة الفتيين اللذين يحمل كل منهما على رأسه سمكتين كبيرتين، وتلتمع عيونهما بمشاعر الرضا والفخر.