مع بداية العام الدراسي تثور أسئلة ترتبط بالصحة العامة للتلاميذ ومدى سلامتهم الشخصية خلال اليوم الدراسي خاصة مع ازدياد النشاط الحركي لمعظم الأطفال في المرحلة الابتدائية، وقصور إدراك بعضهم لخطورة بعض التصرفات التي تصيبه بأذى أو تتسبب في إصابة زملائه من دون قصد. يعتبر المختصون أن مدة الراحة (الفسحة) من أكثر الفترات التي تشهد نشاطاً بدنياً للتلاميذ، خاصة صغار السن ممن لا يستحسنون طول الزمن الذي تستغرقه الفصول الدراسية فينطلقون مع أول رنات للجرس إلى فناء المدرسة وملاعبها لإفراغ الطاقة الحركية التي يختزنها كل منهم ما يعد من الأمور الطبيعية التي يقدم عليه الصغار. ووقوع الحوادث أمر متوقع نتيجة اندفاع الصغار والتفاوت في القوة والكتلة الجسدية لكل منهم، كذلك اللعب العنيف والمطاردات التي تحدث خلال لعب طفلين مثلاً تنضوي على احتمال الاصطدام سواء بأجسادهم، أو ربما بجسم صلب، وفي كل الأحوال لابد أن تضم كل مدرسة شخص واع بأساليب الإسعافات الأولية لتقديم المساعدة الطبية العاجلة إلى من يحتاجها. ويؤكد الخبراء على ضرورة تدريب شخص واحد على الأقل في كل تجمع طلابي أو معسكر أو مدرسة على التعامل مع مختلف الحالات الطارئة التي من المحتمل أن يواجهها، مثل إصابات الملاعب والسقوط من مكان مرتفع وإصابات الرأس، علاوة على فهم طرق التعامل مع حالات الإصابة بغيبوبة السكري إذا أصابت أحد الأطفالن أو نوبات الربو أو حالات الصرع أو غيرها من الإصابات الطارئة. ويذكر الخبراء أن الخطأ الشائع في مجال التعليم المسارعة إلى إبلاغ ذوي الطفل بإصابته خوفاً من المسؤولية، بدلاً من طلب سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى، ويضر ذلك التصرف بالطفل المصاب حيث يضيع الوقت في محاولات الاتصال بأحد الوالدين المنشغل أصلاً في دوامه، ما يعيق تقديم الخدمة للصغير خاصة لو كانت إصابته نازفة أو رضية وتحتاج إلى تدخل طبي سريع للحد من الخسائر. أما الأطفال مرضى السكر فيجب أن تكون حالاتهم تحت المتابعة الدقيقة من جانب المختصين، مع إلمام تام من جانب أحد المشرفين بطرق التعامل مع غيبوبة السكر وتمييزها عن غيرها من أسباب الغيبوبة، وانخفاض السكر له علامات منها الصداع والتعرق والرعشة وربما الإغماء أو التشنج وهذا مرحلة خطرة ربما تودي بحياة الطفل حيث إن خطورة نقص السكر أخطر من ارتفاعه، وفي هذه الحالة كل ما يجب فعله الإسراع في تناول مواد سكرية، وهناك حقنة تستخدم لرفع السكر يجب أن تكون تتوفر مع المصاب ويكون لدى المشرف دراية بطريقة استخدامها، ومن السهولة استخدامها لإنقاذ حياة الطفل ولكن قبل كل ذلك يمكن استخدام العسل أو الحلوى في حالة شعور المشرف على التلاميذ بظهور علامات انخفاض السكر.