يفتتح مساء اليوم السبت بجالري تجريد بمدينة الرياض المعرض الشخصي للفنان التشكيلي السوري رضوان حمزة، ويحتوي المعرض على 45 لوحة من جديد الفنان المقيم بالرياض، ويستمر لمدة اسبوع. وعن معرضه وطبيعة الاعمال الفنية التي سيقدمها لجمهور الزوار تحدث الفنان رضوان حمزة (للجسر الثقافي) قائلاً: معرضي القادم في صالة تجريد للفنون بمدينة الرياض هو نتاج الثلاث السنوات الاخيرة، موضوعه يستمد من واقع الحياة يحمل هموم وأتراح وأفراح الانسان وعلاقته مع الطبيعة؛ كون انهما محورا الحياة ومنبع حركتها ومدى التأثير السلبي والايجابي للانسان في هدم وتشويه الطبيعة او في اعمارها، وما بين تلك العلاقة الجدلية بين الخير والشر وبين الابيض والاسود الفاتح والغامق وما بينهما عالم له قوانينه وضروراته وشروطه اختزل تلك المشاهد بالاعتماد على ايحاءات بصرية ديالكتيكية، أبحث في اللون وأبحر في درجاته وأستعين بالخطوط لربط تلك العلاقات فيما بينها لخلق إيقاع بصري مختلف وغير مألوف يتعرف عليه المتلقي لأول مرة ليغامره شعور بالدهشة وليداعب مشاعره واحاسيسه وليتشارك مع الفنان بها. اللوحة تعني لحمزه الكثير فهي بالنسبة له كرغيف الخبز كحد وصفه، وأيضا حاجة روحية وعالم من الجمال والاحلام وزاد انساني يطمح ان تلبي له حاجات روحية، وللتعبير عما يجول في خاطره ووجدانه وهي كتلة من الاحاسيس والمشاعر. أما اللون فيعتبره عنصرا هاما يستطيع من خلاله الفنان نقل احاسيسه وتحويله الى احتمالات جمالية وفكرية خاصة وهو كمائدة لونية يتناول الفنان منها ما يشتهي وما يحب ليرضي ويشبع حالة غريزية عنده، حيث يقول فان جوخ إني استخدم اللون استخداما جائزا كي اعبر عن النفس بقوة اشد. وحول رؤيته للحراك التشكيلي الذي تشهده الساحة الفنية بالمملكة هذه الايام يقول: أنا أرى أنه لا يوجد ما يسمى حراكا او حركة تشكيلية في المملكة بل يوجد ما يسمى نشاطا تشكيليا، حيث إن هناك تطورا ملحوظا طرأ على الساحة التشكيلية السعودية خلال السنوات الاخيرة تمثل في فتح صالات عرض جديدة خاصة في مناطق مختلفة من المملكة، وفي اقامة وعمل معارض مستمرة ودورية للفنانين من داخل وخارج المملكة وهذا شيء جيد وجميل وصحي يساهم ويثري في الفنون التشكيلية ويتعرف فنانو المملكة والمتلقون على تجارب الاخرين حية وعن قرب؛ مما يزيد في ثقافتهم البصرية والمعرفية والانفتاح على ثقافة الاخر، وهنا أخص بالذكر صالة تجريد للفنون التشكيلية بالرياض لما تقوم به من دور بارز وحيوي وفعال منذ سنة تقريبا، وهذا يعود لإدارتها متمثلة في اقامة المعارض والندوات والورش الفنية، ولكن بالمقارنة مع دول الغرب في اوروبا وغيرها من الدول الاقليمية المجاورة للمملكة لا بد من الكثير من الخطوات العملية لتلحق بركبهم، حيث إنهم قطعوا أشواطا ومراحل نحو الامام فيما يخص الفنون التشكيلية، ومن هنا فلا بد من تضافر الجهود من قبل اجهزة الثقافة ومؤسساتها للدفع والنهوض بالحركة التشكيلية والرقي بها وبالفنان نحو الافضل، وهناك الكثير من التشكيليين المبدعين الموزعين في جميع مناطق المملكة، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ناصر الموسى، طه الصبان، فهد الحجيلان، عبد الناصر غارم، محمد العجلان، عبد العزيز عاشور… وغيرهم الكثير، فليعذروني الذين لم اذكر أسماءهم. يذكر ان الفنان رضوان حمزة من مواليد ريف دمشق عام 1974م وحاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وله الكثير من المشاركات الجماعية، كما له العديد من المقتنيات.