الانطباع السائد أن أعداد الحيوانات النباتية والوحوش التي تفترسها تتناسب طرديا، إلا أن دراسة جديدة كشفت زيادة في أعداد الحيوانات النباتية على حساب الحيوانات اللاحمة المفترسة،الأمر الذي قد يشكل تهديدا على المدى البعيد للحياة البرية والمساحات الخضراء. وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة العلوم التابعة للرابطة الأميركية لتطور العلوم إن ما توصلت إليه جاء من معطيات لألف دراسة سابقة حول الحيوانات، نفذت في ألف وخمسمئة موقع حول العالم. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن إيان أي هاتن المتخصص في علوم الأحياء في جامعة مك غيل، قوله إن "المسح الواسع على هذا المستوى أظهر نظاما لم يكن معروفا من قبل". وقد بدأ هاتن ورفاقه بحوثهم في عدد من المواقع في قارة أفريقيا مثل سيرينغتي وكالاهاري، ووجدوا نمطا متكررا يفيد بعدم زيادة أعداد الحيوانات اللاحمة المفترسة بنفس نسبة زيادة الحيوانات النباتية. وقد غذى هذا الاكتشاف فضول الباحثين الذين انتشروا في أنحاء الأرض لدراسة بيئات أخرى غير البيئة الأفريقية، ووجدوا الأمر نفسه. وقال هاتن "حتى العوالق الحيوانية الدقيقة التي تتغذى على العوالق النباتية، وجدنا أنها تسير في الاتجاه نفسه". وقالت الدراسة إن الحيوانات النباتية (الطرائد) تتكاثر بنسبة قليلة في البيئات المزدحمة نتيجة محدودية الموارد، وبما أن الحيوانات المفترسة تهاجم الكبير والصغير على السواء، فإن قلة إنجاب الحيوانات النباتية يعني ندرة الطعام بالنسبة للحيوانات المفترسة وبالتالي تناقص أعدادها. ومن المؤمل أن تساعد معرفة هذا النمط في التكاثر الباحثين على مراقبة الأنظمة البيئية وتحديد وحماية الفصائل المعرضة للانقراض. وقال هاتن "إذا ذهبنا إلى الهند مثلا، فسوف يساعدنا ذلك في معرفة عدد النمور الواجب تواجدها في مكان ما".