توجهت أوساط سياسية وأمنية من المجر وصربيا واليونان وبلغاريا إلى الحكومة الإسرائيلية بطلب الاستفادة من تجربتها في بناء جدار سريع على حدود دولها، وذلك لسد الطرق أمام آلاف اللاجئين الذين يتدفقون عليها كل يوم بغرض الإقامة فيها، أو استخدامها كممر للعبور إلى لدول أوروبية أخرى. وأوضحت مصادر مطلعة في محيط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لن يتردد في تقديم المساعدة لهذه الدول حتى تتمكن من إقامة الجدار، ونقلت على لسانه القول: «أنا لست سعيدا لمأساة اللاجئين، ولكنني لا أستطيع أن أنفي أني أشعر بالارتياح لكون العالم تفهم أخيرا سياسة إحاطة إسرائيل بالجدار، فقد شككوا وقتها في نوايانا، ورفضوا اعتباراتنا الأمنية واعتبروها عنصرية، لكنهم الآن يتوجهون إلينا طالبين الاستفادة من تجربتنا». وحسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فإن المجر وبلغاريا أرسلتا بشكل عاجل وفدين من الخبراء لكي يدرسوا تجربة إسرائيل في بناء السياج الأمني، الذي أقامته على الحدود الإسرائيلية الجنوبية مع مصر لوقف تدفق اللاجئين. وفي هذا الصدد قال ايكور ببيلانوف، نائب سفير بلغاريا لدى إسرائيل، في تصريح صحافي إن «التعاون بين الوزارات الإسرائيلية والبلغارية للشؤون الداخلية والأمن مكثف جدا». من جهته، طلب نتنياهو من موشيه يعلون، وزير الدفاع في حكومته، أن يعجل بإجراءات إقامة جدار أمني حديث على الحدود مع الأردن، وقد تم تفسير هذه الخطوة بوجود موجة هجرة من اليمن إلى الشمال بهدف الوصول إلى الأردن، ومن غير المستبعد أن تحاول الوفود المهاجرة الوصول إلى إسرائيل. ومن هذا المنطلق طلب نتنياهو أن يجري بناء 30 كيلومترا في الحدود الجنوبية، وتكثيف الدوريات والحراسة لمواجهة خطر تدفق آلاف اللاجئين اليمنيين، وقال إن وصول اليمنيين سيشجع اللاجئين السوريين والعراقيين في الأردن أيضا على القدوم إلى إسرائيل. وكانت إسرائيل قد طورت سياجها بشكل كبير على طول 245 ميلا مع مصر، خاصة بين عامي 2011 و2013. وذلك لوقف التدفق المتزايد للمهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا، حيث كان المهاجرون غير الشرعيين يجتازون الحدود بمعدل عشرات الآلاف كل شهر، وقد نجح هذا الجدار في تخفيف هذا العدد إلى حد كبير، خاصة بعد أن تم تجهيزه برادارات جد متطورة ومجسات إلكترونية، وغيرها من المعدات المصممة لإحباط التهديدات الأمنية والإرهاب. وقد أرسلت الولايات المتحدة والهند، وبعض البلدان الأخرى، وفودا إلى إسرائيل لدراسة الابتكارات الموضوعة في الجدار، الذي تقدر تكلفته بنحو 400 مليون دولار. وذكرت مصادر مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن ضغوطا كبيرة بدأت تمارس على نتنياهو كي يدرس إمكانية استيعاب بضعة آلاف من اللاجئين السوريين في إسرائيل، حيث تقدم بهذا الطلب ابراهانم بورغ، رئيس الكنيست الأسبق ورئيس الوكالة اليهودية سابقا، الذي اقترح إقامة مدينة من الخيام في الجولان السوري المحتل بهدف استيعاب لاجئين سوريين، كما وردت طلبات مشابهة من عشرات الجمعيات والحركات الإسرائيلية التي تعنى بحقوق الإنسان. من جانبه، توجه عضو الكنيست ألعيزر شتيرن أمس بطلب مشابه قال فيه بعبارات مؤثرة «لقد كان اليهود ذات مرة لاجئين، وسد الكثيرون الأبواب في وجوههم، فحصلت الكارثة. واليوم نحن أقوياء، ولا يجوز أن نظل نتفرج على مأساة اللاجئين في العالم، وخصوصا السوريين منهم، ولا يجوز ألا نبادر إلى إجراء إنساني يلائم تجربتنا الحياتية وقيمنا الدينية». وأضاف شتيرن الذي ينحدر من عائلة خسرت الكثيرين من أفرادها في المعسكرات النازية في ألمانيا، والذي كان لواء في الجيش الإسرائيلي، «إن إسرائيل قادرة على استيعاب عشرات ألوف اللاجئين السوريين بشكل فوري»، ودعا نتنياهو إلى إظهار ما يكفي من شجاعة لاتخاذ قرار سريع في هذا الاتجاه.