أبلغت السلطة الفلسطينية أمس أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين أن إسرائيل بدأت فعلياً بتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً بين المسلمين واليهود، مطالبة بتدخل دولي عاجل وفاعل «لوقف فتيل الانفجار». وقدم كل من وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، ووزير القدس عدنان الحسيني، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، عرضاً لأعضاء السلك الديبلوماسي عن الممارسات الإسرائيلية الجارية في المسجد، ووزعوا عليهم نماذج من تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار ورجال دين تدعو الى السيطرة على المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وقال للديبلوماسيين: «بدأت إسرائيل منذ أيام بمنع المصلين المسلمين من دخول باحات الأقصى من السابعة صباحاً الى الحادية عشرة ظهراً، وسمحت بدخول المستوطنين المتطرفين باحات المسجد، وهذا هو التقسيم الزماني». وأضاف: «بدأت إسرائيل أيضاً بسياسة تقنين وقت الصلاة للمسلمين الى أقل من ساعة، ومن يخالف يعرّض نفسه للمساءلة في مركز الشرطة». وطالب المالكي أعضاء السلك الديبلوماسي بالتصويت لصالح مشروع قرار رفع العلم الفلسطيني أمام مقر الأمم المتحدة الى جانب الدول الأعضاء خلال جلسة التصويت في الجمعية العامة في العاشر من الشهر الجاري. كما دعاهم الى دعم مطلب فلسطين الانضمام الى منظمة الإنتربول في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في رواندا، ما يؤدي الى دعم العمل المؤسساتي الفلسطيني وتقوية جهاز الشرطة. وقال المالكي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير القدس ومفتى فلسطين عقب اللقاء، إن «العصابات الاستيطانية الإرهابية تدعو المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى، وهم أيضاً من يقومون بالاعتداءات على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم تحت سمع قوات الاحتلال وحمايتها، بالإضافة الى سياسة هدم المنازل وتهجير السكان الأصليين من مدينة القدس ضمن سياسة ممنهجة لتهويد المدينة المقدسة». وحذر المالكي المجتمع الدولي من أن السياسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى تجر المنطقة إلى حرب دينية، وقال إن السلطة وجهت رسائل إلى منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة في شأن التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى. من ناحيته، قال مفتي الديار الفلسطينية إن «إسرائيل تحاصر المسجد الأقصى منذ 24 من الشهر الماضي، وتنفذ سياسة التقسيم الزماني في المسجد»، مذكراً باندلاع الانتفاضة الثانية عقب قيام الزعيم اليميني المتطرف آرئيل شارون بدخول المسجد الأقصى. وقال إن إسرائيل عمدت في اليومين الماضيين إلى مصادرة جزء كبير من أراضي مقبرة الرحمة الإسلامية الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى، ووضعت الأسلاك الشائكة حولها لتحويلها مسارات لما يسمى «الحدائق الوطنية»، ورسم حدود جديدة للمقبرة الموجودة منذ مئات السنين. في الوقت نفسه، طالب وزير القدس بتدخل المجتمع الدولي لمساعدة أهل القدس في مواجهة ما سماه السياسات العنصرية، التي قال إنها تتمثل في منع الوصول إلى الأماكن الدينية، ومنع البناء وهدم المنازل بحجج عدم وجود تراخيص. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس، منع 40 سيدة فلسطينية من دخول المسجد الأقصى، متهمة إياهن بالاعتصام داخل المسجد وعدم مغادرته بعد الصلاة.