* عزمت على أداء فريضة الحج هذا العام وأريد أن أعرف الآداب والأخلاقيات التي أحرص عليها حتى أنال كامل الأجر والثواب؟ ص.م مسقط - يقول د. محمد الشحات الجندي، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث بالأزهر: الحج عبادة روحية مطلوب من المسلم أن يؤديها على الوجه الأكمل، وأن يلتزم بآدابها وأخلاقياتها حتى يحظى بأجرها وثوابها ويتقبل الله حجه ويجعله مبروراً ويعود منه بلا ذنوب وآثام ويتحقق له وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. لذلك ينبغي على الحاج أن يكون نموذجاً في حسن الخلق مع رفقائه وكل من يتعامل معهم طوال هذه الرحلة، وأن يتجنب الجدال العقيم والمناقشات المؤدية إلى النزاع والخلاف والتعصب خلال أداء الفريضة، كما ينبغي أن يكون الحاج صبوراً، فالحج فريضة تقوم على الصبر والتضحية وتحمل الشدائد والمصاعب، والمسلم الحريص على طاعة ربه والقادر على مقاومة هوى نفسه يعود من هذه الرحلة المباركة بأكبر الفوائد والمكاسب. وينبغي أن يشغل الحاج نفسه طوال رحلته بالعبادة والاستغفار والتصدق على الفقراء، وألا يهدر وقته ويشغل عقله وقلبه بالغيبة والنميمة والحكايات المسلية، فالحج ليس رحلة ترفيهية لكي يشغل المسلم نفسه خلالها بأساليب الترفيه وينشغل بسلوكيات عبثية ومظاهر حياة فوضوية تؤدي به في النهاية إلى إهدار ماله وإضاعة جهده ووقته فيما لا يفيد.. بل الحج رحلة عبادة وسياحة روحية ينبغي أن يحرص خلالها المسلم على كل ما يقربه من خالقه وما يساعده على التخلص من ذنوبه وآثامه والعودة من رحلته طاهراً مطهراً من الذنوب والآثام، وهذا يتطلب من المسلم أن يكون مدركاً لآداب الحج وأخلاقياته وأن يكون حريصا على كل ما هو حلال متجنبا كل ما يغضب الله عز وجل. والمطلوب من الحاج أن يتجنب الرفث والفسوق والجدال، وهي الأمور المنهي عنها في قول الله سبحانه: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، فمن خرج للحج وأحرم به فعليه أن يتجنب معاشرة الزوجة وكل ما يؤدي إلى ذلك، وهذا هو الرفث، أما الفسوق فالمراد به الابتعاد عن كل قول أو فعل يكون خارجا عن آداب الإسلام.. والجدال المنهي عنه هو النقاش الحاد الذي يؤدي إلى التعصب للرأي والتنازع بين الرفقاء لأن هذا السلوك يتنافى مع أهم مقاصد الحج وهو تلاقي المسلمين من أجل التعارف والتفاهم والاتفاق على كل ما يحقق لهم القوة والعزة والتعاون على البر والتقوى. مقابلة المرأة لطليقها * هل يجوز لي شرعاً مقابلة طليقي من دون وجود طرف ثالث للتفاهم على بعض الأمور المتعلقة بالأولاد؟ ل.ك - العين - تقول لجنة الفتوى بالأزهر: عندما تطلق المرأة من زوجها وتنتهي عدتها منه يصبح زوجها بعد ذلك أجنبياً عنها، كأي رجل أجنبي تماماً فشأنه شأن الأجانب، يجوز أن تلقاه، ولكن في غير خلوة محرمة في الإسلام، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، فإذا امتنعت الخلوة، قابلته كما تقابل أي رجل من الرجال بالحدود المشروعة، وبالآداب الدينية والملابس الشرعية، وأمام الناس من دون خلوة ومن دون تبرج. هذا، إذا كان اللقاء بعد انقضاء العدة، أما في حالة العدة، وكانت المرأة مطلقة طلاقاً رجعياً (الطلاق الأول أو الثاني)، فإن لها أن تقابله، بل إن عليها أن تبقى في بيت الزوجية ولا تخرج كما تفعل الكثيرات فالواحدة منهن حين يطلقها زوجها، وتغضب منه، تذهب إلى بيت أبيها، بينما القرآن يقول يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. فإذا بقيت المرأة في بيتها بنص القرآن، أي في بيت الزوجية فلعل قلب الرجل يصفو ويميل ويحن إليها من جديد، وتعود العلاقة أفضل مما كانت.. فلا يجوز في حالة الطلاق الرجعي أن تخرج المرأة أو أن يخرجها زوجها من بيتها الذي هو بيت الزوجية.