×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور : شاهد جثة "إرهابي بقيق" بعد مقتله على يد رجال الأمن

صورة الخبر

يشتكي الكثير من الناس من معاناتهم الدائمة والمستمرة مع مقاولي البناء الذين تعهدوا بإنشاء وترميم المساكن على اختلافها، وشكوى أولئك الناس المغلوب على أمرهم تنص على أن المقاول يستلم المشروع بموجب عقد واتفاق وشروط وعهود وواجبات وحقوق ومعها يستلم الدفعات المالية التي وردت في الاتفاق ولكن المؤلم أن (السيد المقاول) لا ينجز المطلوب منه كما يجب أو كما ورد في الاتفاق إما بتأخر في التنفيذ أو ببطء في التسليم وما بينهما من خطوات وإن سألت أو حاولت الاستفسار من المقاول عن أسباب تأخره في التنفيذ فلن تنتظر طويلا لأنه سيأتيك بقائمة من الأعذار ومن كل الأصناف والألوان ويشتكي حاله ويندب حظه ويحلف لك ويقسم أن التزاماته وظروفه حالت بينه وبين إتمام المشروع في وقته المحدد، هذه فحوى المشكلة فهل من حل لها؟! الواقع والحقيقة تقول أن لا حل لتلك المشكلة في المنظور القريب بل قد تكون من سابع المستحيلات رغم سهولة الحل لو تحركت الجهات المعنية بأمور البناء وفرضت العقوبات الصارمة بحق المقاول المتأخر والمتلاعب في أموال وحقوق الناس وإلا وبكل بساطة نسأل من يحلل للمقاول استلام دفعات مالية من صاحب المسكن وهي تزيد أحيانا عن أكثر مما يستحق نظير ما أنجز من عمل! وفي النهاية يتوارى المقاول عن الأنظار بعد بناء حائط أو جزء منه ويبقى صاحب المشروع بين نارين أو ثلاثة، أولها صرفه لماله بدون الحصول على نتيجة واضحة، وثانيها انتظاره الطويل وثالثها المبالغ التي يدفعها كإيجار لمنزله الذي يسكنه حاليا وهو بانتظار أن يجهز بيته ويسكن في ملكه. كل تلك الإشكالات والمعاناة يتكبدها ويتحملها العبد الفقير إلى الله وهو يترجى ويتوسل المقاول لإنهاء مسكنه بينما المقاول يستمتع بما جمعه من مال ومن أكثر من ضحية وفي مشاريع تخصه او سفرة من هنا أو نزهة من هناك،، لا بل تصل به الأمور بالتنكر للاتفاق المبرم إن واجهته، وإن هددته بالشكوى أجابك بكل استهزاء (جاك يا مهنا ما تمنى). لأنه يعرف أن مشوار الشكوى طويل وبلا حدود. نسوق هذا الكلام ونحن نعلم جيدا أن هناك من المقاولين ممن هم يتصفون بالأمانة والإخلاص ومخافة الله ومشهود لهم بالنزاهة ونظافة الكف لكن هم قلة محدودة قد لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليدين، ولكنهم لا يستطيعون تلبية الطلب المتزايد لبناء المساكن لذلك يتعذر الوصول إليهم فيضطر المواطن إلى المتوافر في السوق وهم خليط من مقاول مهمل ومتلاعب يشغل العمالة المتخلفة وغير النظامية فإن رضوا عليه فهم معه كل يوم وإن اختلفوا معه تركوه وذهبوا لغيره وكل تلك الأحداث والعقبات والمشاكل تأتي على ظهر المواطن ومن وقته وماله وضياع حقوقه. وفي ظل ما يحدث من فوضى عارمة في سوق البناء والتشييد أبطالها مقاولو البناء وضحاياها هم المواطنون الذين تورطوا بديون وقروض لبناء مسكن يضمهم وأسرهم ويرحمهم من نار الإيجارات وأمزجة العقاريين يبرز هنا أكثر من سؤال وتساؤل أولها: لماذا لا تقوم الجهة المعنية بضبط الأمور وتصحيح المسار؟! لماذا لا تنشئ فيها إدارة مستقلة يستطيع المواطن من خلالها اللجوء إليها لمعرفة قدرة وإمكانية وكفاءة المقاول المراد التعامل معه من خلال نظام رصد وتتبع لالتزامات المقاول ووفائه أسوة بنظام (سمة) فإن كان المقاول متعثرا أو غير قادر على إنجاز العمل في الوقت المطلوب فلا يسمح له بالتعاقد إلا بعد الوفاء بالتزاماته وإلا يمنع من استغلال عباد الله ويكون المواطن بذلك على بينة ومعرفة ودراية بكفاءة المقاول قبل التورط معه وتصبح الأمور واضحة لا لبس ولا غموض ويترك الخيار بعد ذلك للمواطن ويتحمل هو نتيجة قراره ورأيه. أجزم أن هناك حلولا كثيرة تنهي هذه المشكلة والمعضلة وتصوب البوصلة إلى الطريق الصحيح، فقد كثرت الشكاوى وزادت الحالات والجميع يشتكي والكل ينتظر حلا ما، لا أعتقد أن حل المشكلة هو بالأمر الصعب إذا توافرت الإرادة والرغبة الحقيقية لإيجاد حل مناسب، أما إن انعدمت واكتفى بإبداء ملاحظات من هنا وهناك وصار الموضوع فقط حديث مجالس فكل على نفسه بصيرة. نحن هنا نستعرض ما نعرفه ونشاهده ونسمع عنه، وإن كان لدى المقاولين سر أو أسرار عن أسباب تأخرهم في إنجاز الأعمال الموكلة إليهم فليتفضل علينا هؤلاء ويذكروا لنا سبب تلكئهم لعلنا نعفيهم إن استطاعوا إقناعنا بحججهم وعندها سنقدم لهم الأسف ونتعاطف معهم ونعذرهم. لكن نود تنبيههم بأن شماعة قوانين العمل الجديدة والادعاء بأنها أثرت في أعداد استقدام العمالة، لذلك شح العدد والموجود لا يكفي، نقول لهم ان هذه الأسطوانة مشروخة وهو قول ممجوج فالمشكلة أزلية قبل الأنظمة الجديدة. لذلك لن يلتفت إلى هذا العذر،، فأين السر أو ما هو العذر؟! كما أن المأمول أو المفروض والمطلوب من المشرعين والحقوقيين إنجاز مشروع تنظيمي متكامل يكفل حق الطرفين المواطن والمقاول بحيث يشمل المشروع بنودا واضحة وعقوبات صارمة وضمانات كافية تضبط إيقاع حركة البناء وتراقبها بدلا من ترك الأمور عائمة ويعاني منها المواطن أكثر من غيره حتى أصبح فكرة بناء مسكن له ولأسرته اشبه بالحلم المزعج الذي يغتال فرحة الحصول على سكن ملك له ولأسرته.