قال الله تعالى في سورة المنافقون الآية (4): " وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" وتفسير هذه الآية عند الطبري " القول يقول جل ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإذا رأيت هؤلاء المنافقين يا محمد تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورها وإن يتكلموا تسمع كلامهم يشبه منطقهم منطق الناس ، وكأن هؤلاء المنافقين خشب مسندة لا خير عندهم ولا فقه لهم ولا علم , وإنما هم صور بلا أحلام , وأشباح بلا عقول. ومن خبثهم وسوء ظنهم, وقلة يقينهم يحسبون كل صيحة عليهم , لأنهم على وجل أن ينزل الله فيهم أمرا يهتك به أستارهم ويفضحهم , فهم من خوفهم من ذلك كلما نزل بهم من الله وحي على رسوله , ظنوا أنه نزل بهلاكهم وعطبهم . فهم العدو يا محمد فاحذرهم , فإن ألسنتهم إذا لقوكم معكم وقلوبهم عليكم مع أعدائكم , فهم عين لأعدائكم عليكم .أخزاهم الله إلى أي وجه يصرفون عن الحق" فهذه الآية تنطبق على حزب الله واتباعه ممن هم يحملون جنسيات دول الخليج العربية ومن هم موالين بقلوبهم وأفعالهم لإيران. فالناظر إلى الأحداث التي تجري في دول الخليج العربية والتي يحدثها أتباع حزب الله يجد أنهم مزدوجين الولاء، فهم يظهرون علانية ولائم المزيف لدولهم التي يحملون جنسياتها ويكتمون ولائم الحقيقي لإيران وذراعه العسكري حزب الشيطان. ففي البحرين شاهد العالم كيف قام هؤلاء المنافقون ولا يزالوا يحاولون العبث بأمن واستقرار مملكة البحرين من خلال تهريب الأسلحة والمتفجرات القادمة إليها من إيران والقيام بالتفجيرات وإثارة القلاقل الأمنية ومحاولة إيران تكرارا بالتدخل في شئون البحرين الداخلية مما أدى إلى اضطرار حكومة البحرين الاستعانة بقوات درع الجزيرة لتكون رادعا لأي تدخل أو أعمال تخريب وتفجير داخل المملكة، وفي المملكة العربية السعودية شاهدنا في ثمانينيات القرن الماضي محاولة زعزعة الأمن في موسم الحج من خلال التفجيرات وأعمال الشغب كما شاهدنا في وقتنا الحاضر محاولة البعض ممن تنطبق عليه هذه الآية في إثارة القلاقل في المنطقة الشرقية الغنية بالبترول واغتيال رجال الشرطة وكيف كانت المملكة تتصدى لهذه الأعمال حتى استطاعت القبض على قائد كتائب حزب الله في الحجاز أحمد المغيسل في بيروت المتهم بتفجيرات مدينة الخبر عام 1996 بعد مطاردة استخباراتية دامت عدة سنوات. أما في دولة الكويت فتشهد تفجيرات المقاهي ومصافي البترول وخطف الطائرات الكويتية وقتل بعض ركابها في ثمانينات القرن الماضي وكذلك القبض على خلية التجسس الإيرانية منذ ما يقارب أربعة أعوام وأخيرا إحباط عملية تخزين أسلحة ومتفجرات بكميات كبيرة جدا والقبض على خلية تابعة لحزب الله المتورطة في هذه العملية التي اعتبرتها النيابة العامة قضية جنيات أمن دولة تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي والقيام بأعمال عدائية لصالح إيران وحزب الله. فجميع هذه الأحداث تشهد إن هذه الآية تنطبق تماما على إيران وحزب الله وأتباعهم في المنطقة ولهذا يجب على حكومات دول الخليج العربية الإسراع في الاتحاد والضرب بيد من حديد لأنه هؤلاء المنافقون كما وصفهم الله تعالى جبناء يخافون من المواجهة ولهذا يستغلون ويخدعون أبناء دول الخليج العربية ممن يتبعون نفس المذهب لتنفيذ مخطط إيران الفارسية في الهيمنة على المنطقة ليست هيمنة سياسية فقط بل وعسكرية خاصة دولة الكويت التي ترا طهران أن موقعها الجغرافي هام وحساس بالنسبة لها كونه يعتبر بوابة جزيرة العرب. فهي تحاول عمل كماشة على جزيرة العرب من خلال دعمها العسكري واللوجستي للحوثيين في اليمن الذين أطلقوا على أنفسهم اسم " أنصار الله" لكي يؤكدوا أنهم تابعون لحزب الله ومن خلال سيطرتهم الكاملة على العراق ووجودهم العسكري في سوريا ولبنان. فالجبهة الداخلية لإيران ضعيفة وهشة وسريعة التفكك بسبب ظلم النظام الإيراني الفارسي للطوائف الأخرى من أحواز وبلوش وطاجيك وغيرها من طوائف تأن من الاضطهاد والفقر، كما يأن الشعب الإيراني من تكميم الأفواه وفساد السلطة التي تعيش في غنى فاحش بينما يعيش الكثير من أبناء الشعب تحت خط الفقر. فبمجرد التصدي لمخططات إيران واللعب معها بنفس الورقة سوف تتفكك تلقائيا. ولكن السؤال هل سترضى الولايات المتحدة بذلك وتقف موقف المتفرج؟ أم إنها ستتدخل لصالح إيران كون إن مصالحها أصبحت تحتم عليها ذلك؟ ولا ننسى إن ملة الكفر واحدة لقول الله تعالى في سورة البقرة الآية ( 120)" وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" حمد سالم المري AL_sahafh1@