أفيد أمس بتقديم القوات النظامية السورية و «حزب الله» على ثلثي مدينة الزبداني في شمال غربي دمشق بالتزامن مع استمرار سقوط القذائف على مناطق النظام في دمشق وحلب، في وقت شكلت فصائل المعارضة غرفة عمليات مشتركة لصد «داعش» في جنوب العاصمة. كما استمرت المعارك بين مقاتلي المعارضة و «داعش» في المنطقة المقررة لإقامة منطقة آمنة شمال سورية وقرب حدود تركيا. وارتفع الى عشرة عدد القتلى الذين سقطوا في انفجار سيارة مفخخة في مدينة اللاذقية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، في حادثة نادرة في هذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة النظام في غرب سورية. وأوضحت «سانا» ان السيارة «كانت مركونة امام مدرسة الشهيد عماد علي في ساحة الحمام على اطراف المدينة»، لافتة الى انها «من نوع فان بيضاء اللون». وأشار مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن الى ان «انفجار سيارة مفخخة امر نادر في المدينة التي تستهدف عادة بالصواريخ». ووصف الانفجار بأنه «الأضخم في المدينة منذ بداية النزاع السوري»، وقد وقع في شمال شرقي المدينة. وقال «المرصد» أمس: «تمكن حزب الله اللبناني وقوات النظام وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من التقدم مجدداً في مدينة الزبداني عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من المدينة، بحيث بات حزب الله وقوات النظام يسيطران على مساحة 70 – 75 في المئة من مساحة الزبداني، التي يحاول الأخير السيطرة عليها بسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من الحدود السورية - اللبنانية». وكان «المرصد» أشار إلى تجدد الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محيط إدارة المركبات في حرستا في غوطة دمشق الشرقية «ما أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، كما تم توثيق مفارقة طفلين للحياة في مدينة دوما، جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص العلاج اللازم في غوطة دمشق الشرقية». ووردت أنباء عن إعدام «جيش الإسلام» لقائد مجموعة إسلامية، بعد اعتقاله في وقت سابق بغوطة دمشق الشرقية، في وقت ارتفع إلى نحو 10 عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية على مناطق في مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية «بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق في المدينة بالقذائف والأسطوانات المتفجرة». كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، في محيط مدينة دوما من جهة مخيم الوافدين. في المقابل، سقطت قذيفتا هاون على كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل طالبين اثنين وإصابة أكثر من 14 آخرين معظمهم طلبة جامعيون، وسط أنباء عن توقف الامتحانات في الكلية جراء سقوط القذائف عليها. كما سمع دوي انفجار في حي عش الورور عند أطراف العاصمة، يعتقد أنه ناجم من سقوط قذيفة هاون على منطقة في الحي. وقال «المرصد» إن المعارك استمرت أمس «بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر عند أطراف حي القدم من جهة حي الحجر الأسود، في جنوب العاصمة، وسط معلومات عن تقدم لمقاتلي الفصائل الإسلامية في المنطقة واستعادة السيطرة على نقاط في الحي». من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إن «التشكيلات العسكرية المرابطة جنوب العاصمة دمشق أعلنت تشكيل غرفة عمليات موحدة في أحياء القدم والعسالي للتصدي لهجمات تنظيم داعش». وكان التنظيم شن هجوماً واسعاً في محاولة لاقتحام حيَّي القدم والعسالي ذلك بعد اعتقال «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» لعنصر من خلايا «داعش» في حي القدم، ويُدعى «أبو جندب»، وقتل آخر يدعى «فروخ»، والذي فارق الحياة بعد وصوله إلى مستشفى الحجر الأسود متأثراً بجروح أثناء محاولة مقاتلي «الأجناد» اعتقاله. في الجنوب، فيما قصف تنظيم «داعش» أماكن في منطقة تل ضلفع بريف السويداء الذي شهد خلال الأشهر الفائتة اشتباكات بين التنظيم من طرف، وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، قال «المرصد» إن ضابطاً برتبة مقدم من قرية مصاد بريف السويداء، وهو رئيس قسم شرطة يبرود «قتل إثر إصابته بشظايا قذيفة هاون سقطت على كلية الشرطة في العاصمة دمشق». وفي ريف درعا المجاور للسويداء، قال «المرصد» إن مناطق في بلدة الشيخ مسكين تعرضت لقصف من قبل قوات النظام، في وقت ألقى الطيران المروحي «براميل متفجرة على مناطق في بلدتي الكرك الشرقي والحراك، في وقت سقط بعد منتصف ليل أمس صاروخ يعتقد بأنه من نوع أرض- أرض أطلقته قوات النظام على منطقة في بلدة اليادودة، بينما تعرضت مناطق في بلدة المزيريب بعد منتصف ليل أمس، لقصف من قبل قوات النظام. واستشهد رجل من مدينة انخل تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام، عقب اعتقاله منذ نحو عامين». وأفادت «الدرر» أن مجموعة مسلحة مجهولة اغتالت نائب رئيس محكمة دار العدل في حوران بشار الكامل (أبو أسامة). في وسط البلاد، أبلغت مصادر «المرصد السوري» أن «داعش» قام باستلام مبلغ مادي خلال الـ 48 ساعة الفائتة، من رجال دين مسيحيين من مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، والذي فرضه التنظيم، على أتباع الديانة المسيحية في القريتين كـ «جزية»، بعد الاتفاق معهم، وتخييرهم بـ «دفع الجزية»، أو «اعتناق الإسلام»، أو مغادرة المدينة، في الوقت الذي لا يزال فيه التنظيم يحتجز بطاقات المواطنين من أتباع الديانة المسيحية لديه. ورجحت المصادر أن يغادر معظم الأهالي المدينة، بعد استلام بطاقاتهم الشخصية، ومن بقي في المدينة فعليه «دفع الجزية» للتنظيم. وكان تنظيم «داعش» هدم ديراً لأتباع الديانة المسيحية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، حيث علم أن التنظيم قام بهدم دير مار إليان في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي والتي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في السادس من الشهر الماضي، حيث قام عناصر التنظيم بهدم الدير، مستخدمين الجرافات، وذلك بالتزامن مع تنفيذ طائرات النظام الحربية لنحو 20 غارة حينها على مناطق في مدينة القريتين. وتابع «المرصد» أن الطيران المروحي قصف بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء منطقة في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». كما فتحت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر في حمص، ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط الجزيرة السابعة في الحي، و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد». وفي ريف حماة المجاور، استمرت المعارك العنيفة «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وجند الأقصى وأجناد الشام وصقور الغاب وجنود الشام الشيشان والحزب الإسلامي التركستاني، وصقور الجبل وفصائل مقاتلة وإسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدتي تل واسط والمنصورة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية، فيما نفذ الطيران الحربي صباح اليوم 9 غارات على مناطق في سهل الغاب»، بحسب «المرصد». تظاهرة ضد «النصرة» ونقل «المرصد» عن مصادره في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي شريطاً مصوراً ظهر فيه عشرات المواطنين خرجوا في تظاهرة ضد «جبهة النصرة» مساء الثلثاء، وطالب المتظاهرون بـ «خروج جبهة النصرة من مدينة خان شيخون». كما نادوا بـ «سقوط» أبو محمد الجولاني قائد «جبهة النصرة». ونددوا بقيام الجبهة بفصل عدد من المشايخ والخطباء من مساجد المدينة، بسبب اتباعهم للمذاهب الصوفية وقربهم منها. كذلك طالبوا بدخول الفصائل المقاتلة إلى المدينة، وأكدت مصادر المرصد في المدينة، أن عناصر «النصرة» قامت بإطلاق النار في الهواء، بمنطقة التظاهرة. كما وردت معلومات للمرصد عن اعتقال «جبهة النصرة» لعدد من النشطاء في المدينة عقب التظاهرة. في الشمال، سقط صاروخان أطلقتهما قوات النظام بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء على مناطق في أطراف حي الراشدين غرب حلب، فيما فتحت قوات النظام نيران قناصتها على مناطق في أحياء جب القبة والبياضة وباب الحديد بحلب القديمة، بحسب «المرصد» الذي أضاف أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي قاضي عسكر. وقصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس، مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي في وقت سقط صاروخ أطلقته قوات النظام يعتقد بأنه من نوع أرض- أرض على منطقة الطبابة الشرعية في حي السكري في مدينة حلب. ودارت بعد منتصف ليل أمس «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف آخر في منطقة البريج بمدخل حلب الشمالي الشرقي». في ريف حلب الشمالي، دارت بعد منتصف ليل أمس «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط مدينة مارع ومحيط قريتي حرجلة ودلحة بريف وفي محيط قرية حربل في وقت دارت اشتباكات بعد منتصف ليل أمس بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط قرية الشيخ نجار شرق حلب». في المقابل، سقطت عشر قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة والإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام في حيي السليمانية والميدان ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات النظام بمدينة حلب «ما أدى لسقوط عدد من الجرحى». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «مقاتلاً من الفصائل الإسلامية قتل خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط قمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي، كما استشهد عدة مقاتلين من الفصائل الإسلامية جراء قصف جوي على أماكن في منطقة سلمى بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي». في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن «داعش» أبلغ ذوي ثلاثة رجال من بلدة أبو حمام التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور، بأنه أعدمهم بتهمة «حيازة سلاح»، في وقت استولى التنظيم على مستشفى في مدينة الميادين، بعد إنذار صاحبه المتواجد في دولة خليجية بوجوب العودة لمدينة الميادين والخضوع لـ «دورة شرعية». وقالت مصادر إن التنظيم عمد لتعيين طبيب آخر كمدير للمستشفى على أن تذهب واردات المستشفى إلى «بيت مال المسلمين».