لفت ولد السيد إلى أن المبادرة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتأسيس بيوت للشعر في الأقطار العربية هي مبادرة غير مسبوقة، نابعة من إدراك سموه بمكانة الشعر العربي في التاريخ الثقافي لهذه الأمة، ولدوره في خدمة لغتها التي حافظت على كيان المجتمع العربي، بالرغم من كل حملات طمس هويته. وشدد ولد السيد على أن هذه المبادرة تضاف إلى جهود كثيرة بذلها، ويبذلها، صاحب السمو حاكم الشارقة في سبيل النهوض بالإبداع العربي والدفع به قدما للأمام. و قال ولد السيد: إن هذه المبادرة تتلخص أهدافها بالنسبة لنا كشعراء في: الحفاظ على مكانة الشعر العربي وتقديره بصفته إبداعاً عربياً أصيلاً كان، وسيظل ذاكرة الأمة، وديوان لغتها، ومستودع آمالها وآلامها. أن تكون بيوت الشعر ملتقى للشعراء بكل أطيافهم في بلدانهم حفاظاً على حركيتهم الإبداعية وتجميعاً لطاقاتهم الشعرية والأدبية. مد يد العون والدعم المادي والمعنوي للشعراء لبذل المزيد من العطاء والإبداع، بما يخدم الشعر العربي واللغة العربية. أن تكون بيوت الشعر مركز إشعاع للشعر والأدب، ما يسهم في رفع الذائقة الشعرية والإبداعية، ويشجع الحراك الثقافي الشعري في ساحة الإبداع العربية. لقد لمست تقدير هذه المبادرة من كل الشعراء الموريتانيين، واستعدادهم للمشاركة الإيجابية في العمل على خدمة الإبداع واللغة العربية. وبالنسبة لبرنامج بيت الشعر في نواكشوط، وهل هو مقتصر على العاصمة، أم هو مفتوح أمام شعراء المدن الأخرى؟، قال ولد السيد: بيت الشعر في نواكشوط، كما يتضح من أهداف المبادرة، هو لخدمة الشعر واللغة العربيين، وخدمة شعراء موريتانيا. ونواكشوط، كما تعلم، تحتضن ثلث سكان البلد أو أكثر، وجل الشعراء والمثقفين يسكنونها أو يرتادونها من وقت لآخر، وإذا وجدت حاجة للانفتاح على مدن أخرى فستلبى إن شاء الله. وبخصوص اختيار جامعة نواكشوط كحاضنة لبيت الشعر وهل سيشكل ذلك رافعة للاحتكاك بين الإبداع الفطري والإبداع الأكاديمي، علق ولد السيد: اختيار الجامعة لاحتضان هذا المشروع سيكون إيجابياً من منطلقات عديدة منها: أن الجامعة يدرس فيها الشعر العربي والموريتاني، وتدرس بها اللغة العربية، وفي الجامعة أيضاً المشتغلون بهذه المجالات إبداعاً ودراسة، وفيها كذلك تخرج أغلب شعراء البلد. نواكشوط المختار السالم: قال الدكتور عبد الله ولد السيد، رئيس بيت الشعر في نواكشوط وعميد كلية الآداب في جامعة نواكشوط، إن مبادرة إنشاء بيت الشعر في موريتانيا لقيت تجاوبا واسعا من كل الشعراء، مضيفا أن هذا البيت الذي يفتتح غدا، كما يتضح من أهداف المبادرة، هو لخدمة الشعر واللغة العربيين، وخدمة شعراء موريتانيا. وأكد ولد السيد أن مدينة نواكشوط تحتضن ثلث سكان البلد أو أكثر، وإن جل الشعراء والمثقفين الموريتانيين يسكنونها أو يرتادونها من وقت لآخر. جسر ثقافي في فجر 23 ديسمبر عام 1903، رست سفينة جيولاند التي تحمل القائد الاستعماري كبلاني عند طرفاء المنصور على مرأى من بئر نواكشوط، الذي ستحمل العاصمة الموريتانية اسمه.يصف الرائد افرير جان لحظات الرعب والخوف التي انتابت البعثة العسكرية الفرنسية، وهي تسعى لتأسيس مركز نواكشوط خوفا من هجمات المقاومة.. ولاحقا سيطلق هذا القائد الاستعماري على نواكشوط اسم جزيرة الشيطان جراء خوفه من غارات المقاومة، وسيحار الفرنسيون في النجاح الباهر الذي حققته المقاومة الموريتانية، والتي تصدرتها كافة فئات المجتمع وعلى رأسها الشعراء. واليوم الخميس 3 سبتمبر 2015، تضع دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في ذات المكان بيت الشعر في نواكشوطليكونحارس الهويةوجسر الإبداعوملتقى لشعراء شنقيط يتبادلون فيه تجارب البوح، ويجدون فيهصلة الرحم الثقافي. يقع بيت الشعر في نواكشوطعلى بعد كم واحد من مكان البئر الذي سميت عليه مدينةنواكشوط، وعلى بعد 400 متر من موقع القصر الرئاسي، في الحي المركزي الذي يحتضن جميع المنشآت الرئيسية للدولة. ويتألف المبنى من طابقين، حيث تقع المكتبة وقاعة الأماسي الشعرية في الطابق الأرضي، فيما تقع المكاتب الإدارية للبيت وقاعة المحاضرات في الطابق الثاني. يمثل الموقع الجغرافي لبيت الشعر في نواكشوط مكانا هو الأنسب،حيث يقع في قلب العاصمة، وعلى مقربة من كافة المؤسسات الحكومية والروحية والثقافية والسوق المركزي والسفارات، كما تتوافر على مدار اللحظة وسائل النقل منه وإليه. ويأمل القائمون على بيت الشعر في نواكشوط أن يتحول هذا البيت إلى ملتقى للشعراء والكتاب والمثقفين في مدينة توصف بأنها عاصمة لبلاد المليون شاعر.