أمر محير فعلا أن يصارع فريق مولودية الجزائر -أغنى نوادي كرة القدم في الجزائر وأشهرها على الإطلاق- من أجل البقاء في الدوري، بالرغم من أن شركة "سوناطراك" النفطية تعد مصدر تمويله الأول. فالنادي الذي تأسس عام 1921 يعيش معاناة حقيقية منذ تتويجه أول مرة عام 1976 باللقب الأفريقي الغالي، بسبب الصراعات الكبيرة التي تندلع في كل موسم. ويقول الإعلامي الجزائري رفيق وحيدللجزيرة نت إن مرد كل ذلك يعود إلى تبادل الاتهامات بسوء التسيير تارة، والاختلاف بشأن أحقية كل طرف بالتسيير تارة أخرى. وحيد رفيق: الصراعات الواهية وضعتمولودية الجزائر في خانة الأندية المغمورة (الجزيرة) ويرى وحيد أن تلك الصراعات "الواهية" وضعت "العميد" في خانة الأندية المغمورة جدا ولسنوات طويلة باستثناء بعض الألقاب المحلية. ورأى أن مولودية الجزائر بعيد كل البعد عن إنجاز ما حققته أندية أخرى كشبيبة القبائل ووفاق سطيف الذي توّج بطلا لأفريقيا العام الماضي، كما أحرز كأس السوبر الأفريقية، فضلا عن ألقاب عربية أخرى. بلا ملعب وإذا كان مولودية الجزائر أول ناد مسلم تأسس إبان الحقبة الاستعمارية يعيش في كل موسم بحبوحة مالية يمنحها إياه ممولوه من أجل انتداب اللاعبين والمدربين وحاجات النادي اللوجستية على خلاف أندية أخرى تعاني الأمرين بسبب انعدام مصادر التمويل، فإن هذا النادي ذا الجماهير العريضة الملقبة "بالشناوة" لكثرة عددهم، والذي يشرف عليه المدرب الشهير أرثور جورج، لا يملك في واقع الأمر ملعبا ثابتا يتدرب فيه مع فئاته الصغرى. وفي هذا الصدد، يقولالمدير العام للفريق عبد الوهاب زنير إن افتقاد نادي مولودية الجزائر ملعبا يتدرب فيه أثر بشكل صارخ على مردوده، وإن كان الملعب الأولمبي "5 جويليه" الذي لا يزال يتدرب فيهحتى الآن يعتبر حصنه الدائم، فهو الملجأ في كل مرة، وفيه عاش الأنصار لحظات لا تنسى من الانتصارات وحتى الانكسارات. زنير: افتقاد مولودية الجزائر ملعبا للتدريب أثر على مردوده ونتائجه (الجزيرة) الأمل قائم وفي انتظار أن يستيقظ "عميد" الأندية الجزائرية من سباته العميق على أمل أن يتعرف على نفسه كونه ناديا من طراز الأهلي المصري والترجي التونسي والوفاق السطايفي والرجاء البيضاوي، حسب ما أكده للجزيرة نت مسعود تركي الرئيس السابق لفرع كرة القدم بالنادي من 2004 إلى 2010. ويبقى مولودية الجزائر فريقا واعدا يلعب في كل موسم من أجل حصد الألقاب. فالنادي -حسب تركي- يملك انتصارات الشعب الجزائري الكبيرة على الاستعمار الفرنسي، ولولا السنوات العجاف التي مرت بها الجزائر أثناء العشرية السوداء لكان لمولودية الجزائر مكانة أفضل من المكانة التي يتواجد بها الآن محليا وأفريقيا. ويضيف السيد تركي -الذي حازمع النادي لقب كأس شمال أفريقيا للأندية عام 2010- أن الأمل يبقى قائما في كل موسم من أجل العودة لحصد الألقاب المحلية والدولية، سواء بالنسبة للأنصار العاشقين بجنون لمولودية الجزائر أو بالنسبة للمسيرين الجددوالقدامى، لأن مولودية الجزائر بالنسبة للجميع فريق كبير وولد ليبقى كبيرا.