قالت صحيفة المدينة أمس إن الشرطة ألقت القبض على شاب في ساحة الممشى بجوار مستشفى النساء والولادة، لأنه كان يرفع لوحة مكتوب عليها Free hug . سبقت ذلك حادثة شبيهة في شارع التحلية في الرياض وتعاملت معها هيئة الأمر بالمعروف. أمس كان الكاتب خالد السليمان في عكاظ يعلق على استيقاف الشابين في الرياض. وقد اعتبر في مقالته أن الاستهجان الذي لقيه الحدث ناتج عن عدم الاعتياد على ذلك مع الأقارب، فما بالك بالنسبة للأغراب؟! في جدة ظهرت لوحات مضادة، تحفز على الابتسامة، وشاهدت صورا لشباب يحملون لوحات تدعو للتبسم في وجوه الناس، باعتبار هذا من الوصايا النبوية الكريمة. الظواهر الشبابية الجديدة، تحتاج إلى كثير من التفهم، وبالتأكيد فإن أي خروج عن الآداب العامة لا بد من التعامل معه بشكل صارم. إشكالية هذه اللوحات - في رأيي - تتمثل في الخوف من تحولها إلى وسيلة من وسائل المعاكسات. هنا نحن نحتاج إلى إعادة إنتاج هذه الفكرة بشكل مختلف، بحيث يمكن من خلاله إنعاش مشاعر الحب والتراحم والمودة وإشاعة الابتسامة التي تعاني الضمور فعليا. إن الوجه المبتسم يجعل يومك إيجابيا. والابتسامة عدواها حميدة. وأتذكر في هذا الصدد، أن هناك مبادرة لإنشاء جمعية محلية تهتم بالتحفيز والتوعية بأهمية الابتسام. لكن هذه الجمعية بقيت مجرد عنوان صحافي. قصة الشاب الذي استنسخ فكرة السلام المجاني من خلال محاكاة تجربة أجنبية، كشفت ردود الأفعال عليها عن نظرة ارتياب وتهيب من المبادرة، وبعض الذين علقوا في خبر المدينة اعتبروا أن الظاهرة ليست من العادات والتقاليد المعروفة لدينا، وتعتبر من الظواهر التي يتم فيها تقليد الغرب.