في ذروة موسم حصاد محصول التبغ في مالاوي، تكتظ حقول البلاد الخضراء بالأطفال الصغار الذين يقطفون الأوراق الكبيرة ذات اللون الأخضر الفاتح. والبعض يستطيع أن يدرك أن أعمارهم ربما لم تتعد أصابع اليد الواحدة. ويبلغ أولوفالا، أحد هؤلاء الأطفال، من العمر خمسة أعوام. ويعمل أولوفالا جنبا إلى جنب مع إخوته الستة، الذين تقل أعمارهم جميعا عن 15 عاما، كل يوم في حقول مقاطعة كاسونجو الريفية، وهي إحدى المقاطعات الرئيسة لزراعة التبغ في المنطقة. ووفقا لمنظمة العمل الدولية فإن ما يقرب من 30 في المائة من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما في المنطقة يتوجب عليهم القيام بأعمال خطرة. وهم يعملون غالبا في نوبات عمل لمدة 12 ساعة من أجل الحصول على دولار واحد أو أقل، إذا ما حصلوا على مقابل عملهم في الأصل. وتعتبر الصومال البلد الأشد تضررا في المنطقة مع انخراط 49 في المائة من أطفالها الذين تراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما في سوق العمل - في ظل ظروف تؤثر في صحتهم وتعليمهم وتنمية شخصيتهم- وفقا لصندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة (يونيسيف). ولا تتخلف دول تشمل كل من بنين والنيجر وزامبيا وبوركينا فاسو وكوت ديفوار كثيرا عن الركب. كما أن بعض أفقر دول المنطقة، مثل إريتريا والسودان، لا ترصد نسبة عمالة الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن معظم البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى قد وقعت معاهدات دولية بشأن عمالة الأطفال، إلا أن القليل منهم فقط من صدّق عليها والأقل من طبقها بالفعل.