البحر هبة الله الكريم فيه خيرات كثيرة أنعمها الله على الناس فمن جملة خيراته حِلية يلبسها الناس ولحم طري هو غذاء لهم، ويعتبر السمك هو من أشهر المأكولات وأنه لغذاء طيب يعشقه الكويتيون والذي لم يتناول سمكاً منهم يعتبرونه نادراً، ويطبخونه على هيئات متعددة ومختلفة ولكل نوع من السمك موسمه والسمك تتأرجح أسعاره حتى بلغت بورصة السمك ذروتها في الآونة الأخيرة فأصبحت أسعاره مذهلة ما حدا بإطلاق حملة عرفت بـ «خلوها تخيس» حتى يمتنع المواطنون عن شراء الأسماك فترة لإرغام التجار المستغلين بالرجوع الى الاسعار الحقيقية والمعتدلة. وكثير من الشعوب قاطع بعضاً من السلع نظراً لغلو أسعارها المفتعل ما أدى إلى انخفاضها أكثر مما كانت عليه سابقاً، ويقولون بأن مقاطعة شراء الأسماك أخيراً أدت إلى خفض أسعارها نحو 30 في المئة وإذا أصر المواطنون على الإضراب في شراء الأسماك حتى ترخص فإن سعرها سيكون أرخص مما كان عليه، ولنترك الذين يعزون هذه الحملة لأمور سياسية محرقة حيث يقحمون السياسة في كل أمر وليستمر معهد الكويت للأبحاث العلمية في إطلاق ما يستزرعه من سمك ولتفتح الأبواب مشرعة أمام استيراد الأسماك الخارجية حتى تتضافر الجهود وتعتدل الأسماك. عزيزي القارئ قول جميل وصلني من أخي العزيز وصديقي الطيب عبدالنبي يوسف جمال وهو عميد سابق في وزارة الداخلية المجد في عمله والمشهود له بالنشاط والحيوية. جاء الناس إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: وقالوا: غلاء اللحم فسعّره لنا فقال: أرخصوه أنتم؟ فقالوا: نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة. فيقول: أرخصوه أنتم؟ وهل نملكه حتى نرخصه؟ وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا؟ قال: اتركوه لهم. صدق أمير المؤمنين عليه السلام. فأفضل حل لغلاء الأسعار هو تضافر الجهود في المقاطعة حتى يرخص السمك ويتفنن الطاهون في طبخه وصنوف أطباقه وتفوح أنفاس الطاهيات ولو ندرت في هذا الوقت الذي حل فيه الطاهون من جميع أصقاع الأرض الذين لا يعرفون للطريقة الكويتية في طهو السمك سبيلاً ولا لفنه طريقاً ولتسلم الآيادي الطاهرات والأنفاس الأصيلة في الطهو، وليرحم الله الكريم الأمهات السابقات اللاتي وفدن إلى الله حقا: أماه قد دلفت ليال دون أن أهوى إلى التفكير فيك وأغرق سلمت يداك فما طعام هزني ولغير طباخك لم أكن أتشوق