بعض القضايا السلبية لا نستطيع الحديث عنها بوضوح وصراحة.. وإذا تحدثنا، فإننا نتحدث عنها على استحياء.. فتظل معلـقة، وربما تتفاقم وتزداد، فالزمن وحده لا يتكفل بحل السلبيات إذا لم نساهم معه في الحل. ولهذا، علينا بين آونة وأخرى أن ننظر إلى عالمنا بواقعية ما هو عليه، وليس بما نأمل أن يكونه أو بما نتصوره في خيالنا، حتى نستطيع أن تطوره ونحسن من مستواه. وكما يقول المنطق: طوبى للذين لا يخشون الإقرار بمشاكلهم.. ويعملون على إيجاد الحلول للحد منها. من هذه القضايا الحساسة، قضية نظافة المساجد. فمن غير المستحب للأذن المسلمة أن تسمع عبارة: (رائحة المسجد كريهة)، أو: (سجاد المسجد نتن).. أو ما شابه ذلك من مصطلحات لا يليق ذكرها في جملة واحدة مع اسم المسجد. ولكن، للأسف، الواقع له رأي آخر.. فمعظم المصلين يوافقون على أن هناك مشكلة في الروائح الكريهة التي تفوح من المساجد. ربما يوجد بعض المساجد التي لا تعاني من هذه الظواهر، ولكنها استثناء، فالقاعدة هي الروائح المنفرة. المطلوب هو أن يتم إنشاء شركات نظافة صغيرة يتم تكوينها من جيران المسجد ــ يرأسها أئمة المساجد، كل إمام يرأس الشركة الخاصة بمسجده ــ تهتم بأمرين: النظافة والتعقيم. فنظافة المسجد وحدها ليست كافية، لأن الرطوبة العالقة في سجاجيد المسجد بسبب رطوبة مياه الوضوء، تتسبب في نشوء بكتيريا كريهة تحول رائحة أرضية المسجد إلى نتانة لا تحبذها أنوف المصلين، ولا يمكن أن تتوافق مع خاصية الخشوع، وهي لا تزول بالنظافة، بل لا بد من التعقيم بأجهزة متخصصة. ومن المهم أن تكون تلك الشركات من جيران المسجد حتى يكون اهتمامهم به أكبر. وأن يتم تمويل هذه الشركات من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف. ويمكن وضع ميزانية كل شركة بتسعيرة موحدة بناء على المتر المربع، ويتم صرف المبلغ لكل شركة بناء على حجم المسجد، كما يمكن أن يساهم أهل الحي في صيانة أجهزة النظافة أو شراء مواد التعقيم أو أي مصروفات يحتاجها الإمام (رئيس الشركة)، ليشاركوا أيضا في نظافة مسجدهم وكسب الأجر من صاحب البيت. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار، أن يتم إنشاء شركة نظافة وتعقيم صغيرة لكل مسجد يتكون أعضاؤها من جيران المسجد ويرأسها إمام المسجد.. تكون مهمتها نظافة المسجد وتعقيمه.. مع التركيز على التعقيم، لأن الصفة الملازمة لمعظم المساجد هي روائح الرطوبة النتنة التي تزكم الأنوف عند السجود، وتحول دون الخشوع. هذه الشركات الصغيرة، لها عدة إيجابيات، أولا: ضمان أن الشركة ستعمل بكل أمانة لتعقيم مسجدها، ثانيا: تربط أبناء الحي بمسجدهم، وثالثا: توظف شباب الحي لنظافة المسجد. الفكرة إيجابية ولا تحتاج لكثير من الجهد.. فقط الموافقة، ووضع ميزانية، وإمام المسجد يستطيع أن يتولى بقية المهمة على أكمل وجه.