×
محافظة الرياض

«غموض» يمنع إغلاق مصنعَي الطوب والجرانيت بالمزاحمية

صورة الخبر

دقّت الساعة 7.30 صباح يوم الجمعة الماضية، ومعها خفق قلبي كأنه قلب عصفور مرتعش، وصعدت روح أختي «خديجة» إلى بارئها، بعد معاناة طويلة من المرض!. كان مرض السرطان قد استوطن كلّ جسدها، يا إلهي ما أقساه، لم يدع مكاناً فيها إلّا واتّخذه مرتعاً، ألم يفتر عن إنهاك بدنها؟ وفي العموم ما بال العالم يعجز بأسره وقد أرسل مركباته للفضاء البعيد عن اكتشاف علاجٍ له؟!. أمّا هي ففعلت الشيء الذي يرضاه ربُّنا عند ابتلائه لعباده، ألا وهو الصبر الجميل، وكانت إحدى أيقونات الصبر، تحتسب عند الله وترجو منه الخير، وبلا مبالغة لقد أُدْخِلت المستشفى وأُخْرِجت منه عشرات المرّات، تعاني من الآلام الشديدة، ولم يكن لديها ذخيرة تواجه بها ذلك سوى الصبر، وكفى به ذخيرة، حتى أننا كُنّا نواسيها على المرض ونغبطها على الصبر في نفس الوقت، وقد أيْقنْتُ الآن أنه «ما أُعْطِي أحدٌ عطاءً خيرًا من الصبر!». كنت دائماً أعتقد أنّ التصبّر من أخلاق الرجال، لكنه أيضاً من أخلاق النساء، وكانت أختي خديجة أميرة للصابرات، وعساها تنال عند الله بصبرها أجراً عظيماً!. ماتت خديجة.. أختي.. شقيقتي.. «دُجى» كما كان أبي وأمّي يُدلّلانها قبل وفاتهما.. أمّ سنان، ابنها البكر الذي مات قبل عام، فصبرت على فقدانه كما صبرت على السرطان، وها هي الآن ترقد بسلام في نفس المقبرة التي دُفِن فيها أبي وأمّي وابنها، رحمهم الله أجمعين!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، ردّدت: وما المال والأهلون إلّا ودائع.. ولا بُدّ أن تُردّ الودائع.. اللهم: إنّ خديجة هي وديعتك، قد استعدتها، فاغفر لها وارحمها وأسكنها الجنة، هي والأحبّة الراحلين وجميع المسلمين!. @T_algashgari algashgari@gmail.com