مبكراً بدأ هذا الحزب يعلن عن وجوده بمجموعة عمليات ارهابية وعمليات عنف ومحاولات اغتيال وما شابه من اعمال تنبئ وتكشف للمتتبع لمسيرته انه تنظيم ابعد ما يكون عن السياسة وشؤونها وقضاياها حيث لم ينخرط ولم يمارس عملاً سياسياً ولم يقترب من الساحة السياسية وتفرغ فقط لتدبير وتخطيط اعمال العنف والارهاب ومحاولات الاغتيال. فهذا التنظيم تنظيم عسكري ميليشياوي وبالتأكيد هذا هو هدف انشاء الحرس الثوري لهذا الذراع داخل المملكة العربية السعودية فسجلاته مليئة بهكذا حوادث لا بأس من ان نستعيدها هنا لنضع القارئ في الصورة معتمدين على كتاب الأستاذين بدر الابراهيم ومحمد الصادق وهو الكتاب الذي رصد نشأة الاحزاب الطائفية الشيعية والتي استغلت الطائفة الشيعية واغوت اعداداً من شبابها تحت اليافطات المتلاعبة والزائفة. كان المقبوض عليه احمد ابراهيم المغسل بوصفه رأس التنظيم الارهابي وكونه مقيما في حارة حريك بالجنوب اللبناني معقل حزب نصر الله قد رتب مع الحزب المذكور دورات تدريبية عسكرية لأعضاء من حزبه كان يستقبلهم بنفسه ويحتفي بهم وكان يطلب من كل عضو قادم للتدريب على السلاح تعبئة استمارتين. احداهما فيها المعلومات الصحيحة للعضو ويحتفظ بها شخصيا ولنفسه المغسل والاخرى فيها معلومات غير صحيحة تذهب للحرس الثوري. وقد فسر ذلك بعدم ثقته في الايرانيين وخشية من صفقة يديرها ويدبرها الايرانيون فيسلمون قائمة الاسماء الصحيحة والحقيقية لأعضاء حزبه فيقدم لهم معلومات مضللة.. وهكذا كان المغسل يطلع الايرانيين على نشاط الحزب تفصيلا عن العمليات الارهابية دون ان يعطيهم كل المعلومات عن اعضائه وكوادره. ونلاحظ هنا سياسيا ان عدم الثقة في الايرانيين ورجال النظام يعرفها من اشتغل معهم وكان محسوبا عليهم بل يعرفها من اسسوا حزبه وانفقوا عليه فالنظام الايراني يبيع وبسهولة امثالهم ويعرف الشيرازيون في البحرين تفاصيل عن الصفقات الايرانية التي دفعوا ثمنها مكلفا وغاليا لكنهم يتحفظون على روايتها للناس. في اكتوبر من عام 1988 قام حزب الله الحجاز بمحاولة لاغتيال الدبلوماسي السعودي في سفارة السعودية في تركيا السيد عبدالرحمن الشريوي الذي نجا من المحاولة بمعجزة لكنه فقد ساقه اثر تفجير السيارة الملغومة. وقد ظل اربعة اعضاء من الحزب المذكور مطاردين لمدة ثلاثة شهور بعد ان قاموا بعملية ارهابية وذلك بتفجير المعمل التابع لتكرير النفط في مارس 1988. وبعد القاء القبض عليهم تم اعدامهم في نهاية سبتمبر من العام نفسه وبعد ان قتلوا الملازم علي الربيع. وهناك عمليات ارهابية اخرى سنذكرها سريعا مع امكانية العودة للكتاب المذكور لمن اراد التفاصيل فالحزب كان قد خطط لتفجير طائرة أواكس في قاعدة الظهران في نهاية الحرب العراقية الايرانية. وقد انفجر صاعق التفجير في يد احد اعضاء خلية التفجير خلال الاعداد للعملية الارهابية ثم تم الكشف عن الخلية في المستشفى الذي نقل اليه المصاب. وقام حزب الله الحجاز بالعديد من العمليات الارهابية والتخريبية وبعد ان تم ضربه من قبل الاجهزة الامنية انحسرت تلك الاعمال ونامت الخلايا وظل احمد المغسل في الخارج يتحرك كما اشرنا أمس متخفيا ومتنكراً ويقال انه يتنقل بين طهران ولبنان فقط ثم بدأ يسافر الى العراق حيث تتوفر له الحماية لاسيما من حزب الله العراق وبحسب بعض المراقبين ليس مستبعداً ان المغسل كان يساهم عمليا في تدريب اعضاء حزب الله البحرين على استخدام الاسلحة والمتفجرات نظراً لخبرته الطويلة حتى وقع في ايدي رجال الامن السعودي مؤخراً.