في وقت تزايدت فيه حشود قوات التحالف في مأرب، قال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية، أمس، لـ«الشرق الأوسط» إن «ساعة الصفر» دنت لتحرك بري في اليمن. ويستهدف التحرك تحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي تشهد قتالا ضد الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وذلك مع قرب استكمال التحضيرات لعملية عسكرية ومع حالات الانهيار الكبير في صفوف الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع في كافة جبهات القتال، وذكر المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن كل المؤشرات توحي بقرب التحرك العسكري البري، وأن التحركات والتحضيرات ما زالت مستمرة، إضافة إلى استمرار وصول المزيد من القوات والآليات العسكرية التابعة لقوات التحالف إلى محافظة مأرب، مركز تجمعها الرئيسي، وأشار إلى أن تلك القوات تضم الآلاف من المقاتلين مما بات يعرف بالقوات المشتركة، والتي تضم قوات الجيش الوطني الموالية لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية، من جهة، ووحدات من قوات التحالف، إضافة إلى أنها تضم مئات المدرعات والدبابات والآليات العسكرية، وكذا الاحتياجات اللوجيستية للمعارك، بما فيها المستشفيات الميدانية المتنقلة، في ظل التنسيق المتواصل وعلى مدار الساعة، مع مركز القيادة في قوات التحالف، للاطلاع على نتائج المسوحات الجوية التي تقوم بها طائرات الاستطلاع، وأشارت مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن القيادات الكبيرة في القوات العسكرية المرابطة في منطقة صافر النفطية الهامة بمحافظة مأرب، بشرقي البلاد، تقوم بعملية وضع اللمسات الأخيرة على الخطط الخاصة بالعملية العسكرية التي يتوقع أن تنطلق بين وقت وآخر، كما أشارت المصادر إلى أن كثافة الطلعات الجوية لطائرات التحالف، خلال هذه الأيام، يهدف إلى التمهيد للعملية العسكرية، ويشمل قصف التحالف، أيضا، المواقع الحدودية بين شمال اليمن وجنوبه (سابقا) في محافظة البيضاء، والمواقع المشابهة بين مأرب وشبوة، بالإضافة إلى ترتيبات أخرى تجري مع القبائل في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء. وتشير المعلومات إلى أن الحوثيين وقوات المخلوع، رمت بثقلها العسكري في العاصمة صنعاء ومحافظتي صعدة ومأرب، حيث سحبت «كتائب الحسين» الحوثية إلى صعدة، فيما أرسلت قوات من الحرس الجمهوري إلى مواقع في مديرية صرواح في محافظة مأرب، وفي خطوة اعتبرها المراقبون أنها «معنوية» لعناصرهم والموالين لهم، قام الحوثيون، مساء أمس، بتعيينات في معظم مناصب وزارة المالية بصنعاء، في وقت توشك خزينة الدولة على النفاد. على صعيد متصل بالتطورات في قبائل الزرانيق بمحافظة الحديدة، قصفت طائرات التحالف، مساء أمس، مواقع الميليشيات الحوثية في قرية رغمين جنوب مديرية المنصورية، وهي المواقع التي كانت تقصف بها الميليشيات قرية الكيدية وقامت بتدميرها بالكامل، وقال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرات قصفت، أيضا، المواقع التي تموضعت فيها الميليشيات وقوات المخلوع صالح، في قرية الكيدية بعد السيطرة عليها.