أمر زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار قواته بوقف دائم لإطلاق النار أمس، بينما اتهمت جوبا المتمردين بخرق الاتفاق ومهاجمة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل. ودعا مجلس الأمن إلى «وقف فوري ودائم للنار» في جنوب السودان، مهدداً بفرض عقوبات على الأطراف المتحاربة التي تنتهك اتفاق السلام. وسيعقد المجلس الأربعاء المقبل، جلسة جديدة لاتخاذ قرارات وإجراءات خاصة بضمان التطبيق الكامل لاتفاق السلام. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي، إن المتمردين هاجموا أول من أمس ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وأعادوا الهجوم على المدينة أمس، لكن الجيش صدهم واعتبر ذلك انتهاكاً لوقف النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس. وأمر مشار قواته بوقف الحرب على جميع مسارح العمليات تنفيذاً للاتفاق الذي وقعه بشكل منفصل في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لإنهاء 20 شهراً من الحرب الأهلية. وكان الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت أعلن الخميس الماضي، عن وقف دائم للنار، خُرِق في اليوم ذاته، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بتحمل المسؤولية. وطرحت الولايات المتحدة على مجلس الأمن، مشروع قرار يتضمن جملة عقوبات، من بينها حظر حجز أرصدة، لمواجهة الأطراف التي تعرقل تطبيق اتفاق السلام في جنوب السودان. وتخشى أطرافاً إقليمية ودولية من انهيار الاتفاق، لاسيما بعد تحفظات أعلنها سلفاكير على خلفية تجدد القتال بين الطرفين. وحذر مجلس الأمن الفرقاء الجنوبيين من فرض عقوبات في حال إقدام أي طرف على خرق اتفاقية السلام. ورأى أن هذا الاتفاق هو الخطوة الأولى لإنهاء الوضع السياسي والاقتصادي الصعب والكارثة الإنسانية والأمنية الناجمة عن الأزمة. وتضمن بــيــان مــجلس الأمن تـهديداً لأي طـرف يـقـوض الاتفاق، متحدثاً عن «استعداد (المجلس) لدراسة الإجراءات الملائمة، بما في ذلك فرض حظر على السلاح وعقوبات إضافية موجهة».